رمز الكرم الإماراتي
الفوالة” عنوان للضيافة والكرم وعادة اجتماعية متأصلة في المجتمع وفيها يجتمع النساء والرجال كل يوم في أحد المنازل كل على حدة أو تطوف نساء الحي على كل منزل من منازل “الفريج” ويضيفون بالفوالة المتمثلة بمأكولات شعبية والقهوة والتمر في كل منزل وتعتبر تلك عادة درج عليها الأهالي في الإمارات وتكمن أهميتها بالتواصل الاجتماعي وتقوية أواصر الترابط بين كل حي.
وترتبط بالفوالة الكثير من العادات والتقاليد المتوارثة التي تعتبر الفوالة جزءاً أساسياً منها أو كما أطلق عليها الأهالي مدرسة لتعليم العادات والتقاليد تتوارث فيها الممارسات جيلاً بعد جيل فما تعلمه الجيل السابق يتم تدارسه وتطبيقه على الجيل التالي بكل عفوية ومهارة إذ يتعلم الأبناء عن طريق التواصل ما اكتسبه الآباء والأمهات من خبرة وحنكة في مجالات الحياة المختلفة.
وتكمن أهمية الجمعة على “الفوالة” باختزالها لكل معاني المجتمع وقيمه حيث تسود الألفة والمحبة بين فئات المجتمع وتزاد أواصره الاجتماعية.
وأصبحت عادة التجمع على “الفوالة” في الوقت الحالي تقتصر على المناسبات فيما كان الأهالي سابقاً يجتمعون صباحاً ومساء عليها وترجع الأمهات سبب ذلك للكسل الذي سيطر على حياتهن وانشغالهن بهموم الأسرة بعيداً عن الجيران.
عائشة محمد عبدالله (45 عاما) تؤكد أن التجمع النسائي على “الفوالة” أصبح عادة مندثرة الآن إذ يندر تجمع الجيران ونساء الحي إلا في المناسبات بينما كان التجمع قديماً من الضرورات الاجتماعية بحيث إذا لم تأت واحدة للاجتماع يتيقن الجميع أن مكروهاً حصل لها فيهرعن إليها في حين بات اليوم التجمع مستهجناً بين النساء فلو زارت المرأة جارتها فهم الأمر بالعكس أي لابد أن تحمل لهن معها أي تساؤل أو غرض ما وكأنها أضاعت شيئاً وجاءت لتبحث عنه.
وتضيف في الماضي كانت النساء تتجمع صباحا ومساء، بعدما تنتهي الأم من أعمالها في المنزل فتهرع للمنزل الذي تتجمع فيه النساء حاملة معها فطورها ليتسنى للجميع الاستمتاع بالمأكولات الشعبية المتعددة ويرافقها أولادها الصغار الذين يستشفون العادات والتقاليد من تصرفات الأمهات ومن الأحاديث والقصص المثارة في التجمع ليكون التجمع بمثابة مدرسة ناجحة لحمل العادات والتقاليد جيلاً بعد جيل.
عادة غريبة:
سكينة علي عبدالله (45 عاما) من رأس الخيمة أكدت ان التجمع على الفوالة أصبح اليوم عادة غريبة فالكل تقوقع في منزله مع أسرته تاركاً الجيران كل على حاله وينغمس كل منزل بهمومه ومشاكله دون الاهتمام بزيارة الجار أو بتقديم واجب الضيافة.
وتقول إن باب المنزل كان في السابق مفتوحاً للجيران ودلة القهوة حاضرة ومجهزة للضيافة. وفي الماضي كنا نعجن الخبز صباحاً ومساء لتقديمه لضيافة الزوار ونساء الحي أما الآن فأصبحت الزيارة للطوارىء فقط ووقت الحاجة وما كنا نتوقع أن تندثر تلك العادة الجميلة من دون أن يهتم أحد بالمحافظة عليها وبتنا نعوضها بالتجمع في الجمعيات النسائية التطوعية التي توفر مكاناً للتجمع.
وتضيف: كنا نشارك في كل مناسبة أو حدث في الحارة وبتجمعنا نحس أننا أسرة واحدة لا يفرق بيننا سوى المنازل أما الآن فأصبح كل منزل يعيش في عزلة واستعاضت النساء بالنوم واكتفت كل أم بالاهتمام بأسرتها من غير أن تكترث بأحوال الجيران.
خديجة محمد في العقد السادس من العمر قالت: الفوالة وجمعة الحريم “النساء” صباحاً تعكس الجو العائلي للحي وبها يجتمع الشمل وتبوح كل أم عن آرائها وأخبارها ليشترك الحي الواحد بنفس الهموم والأفراح موضحة أن الجمعة على الفوالة تشبه التعليم اليوم فتعليم أمس يتمثل بنقل الخبرات وتناقل المعلومات بطرق عفوية جميلة أما تعليم اليوم فيختلف بالطاولات والكراسي فقط أما المعلم المتمثل بالأم المثقفة سابقاً حيث تقرأ لنا كل جديد وتحرص المرأة القارئة سابقاً بتوجيه أهل الحي بقراءة الكتب الدينية. وتضيف كما استطعنا من خلال “الفوالة” ابراز فنوننا في الطبخ وتعرض كل أم أو فتاة أية معلومة مرت عليها ليكتمل نصاب الحصص اليومية وموادها المختلفة.
أما فوالة العيد فتختلف عن الفوالة اليومية التي تتميز بكثرة الأكلات الشعبية فيها كما تزينها الحلوى العمانية التي لا تفارق الفوالة أيام الأعياد وآكلة “الخنفروش” “وقرص مفتوت أي الخبز المفتت من دهن وسكر المخصص سابقاً للأعياد بالاضافة إلى الرطب أو التمر والقهوة الذي يعتبر من أساسيات الفوالة ولا تقوم الفوالة إلا به.
عائشة سلطان بوالعري 65 عاما، من منطقة الظيت تقول: ان فوالة العيد تختلف بالوجبة الأساسية فقط ففي صباح اليوم الأول من العيد يقدم كل منزل الارز والمالح “السمك المملح” وتلك عادة جرت بين الأهالي سابقا أما الآن فمعظم الأهالي يقدمون الأرز مع اللحم والبعض فقط حافظ على تلك العادة.
وتقول كنا نتحنى في العيد “غمصة” أي غمس اليد بالحنى كاملة من دون نقش، أولاداً وبنات ونكتحل بالاثمد أو الكحل ويذهب الصغار لجمع العيدية من كل منزل وكان خري أول “أي العملات المتداولة” عبارة عن بيزة برقش وقروني وانتين، يفرح بها الأطفال ويشترون ما طاب لهم من حلويات أما الآن فقلما تجد أطفال الحي يجتمعون لجمع العيدية، مشيرة إلى ان السهر وتكاسل الأبناء والأسر أصبح صفة سائدة للمجتمع فالنوم صباحاً كما تقول قضى على عاداتنا وخاصة نساء اليوم اللواتي كنا في وسط غمار العمل المنزلي لا ينسين الجيران بتجمعهن كل يوم على الفوالة أما الآن في ظل التطور والراحة لم تكترث النساء بالتجمع وفضلن النوم صباحاً على تلك العادة الجميلة لذا أطالب الفتيات بالحفاظ عليها.
وتشير بو العري إلى العادات التي اختفت ولم تعد فتيات اليوم تمارسها لبعدهن عن تقليد أمهاتهن ولايمانهن بأن تقليد الأمهات أصبح عادة قديمة لا تناسبهن موضحة ان لبس “البرقع” الذي يميز الاماراتية عن غيرها حل محله الغشوة والنقاب وتفضل بنت اليوم ألا ترتدي شيئاً غير تقليدي حتى لا ينعتها رفيقاتها بالجدة وكأن اللبس المتوارث أصبح مقتصراً على الجدات.
وتشير إلى ان برقع الاماراتية التقليدي أصبح نادر الوجود بعدما تقلدت المرأة اليوم النقاب وما شابهه من غطاء للوجه، وتضيف كما ان السلام الذي تعودت عليه النساء في رأس الخيمة هو ان تقبل كل امرأة يد الأخرى وتتبادل القبلات على الأيادي وتزداد كلما كان الاشتياق أكثر أما اليوم أصبح تقبيل الخد هو الطاغي لدرجة ان البعض لا يسلم باليد ويكتفي بالخد وهو ما ننكره على هذا الجيل.
تراث عريق:
وتلتقط مريم ابراهيم، 60 عاماً، الحديث مشيرة إلى اثر الفوالة سابقاً في الحفاظ على العادات والتقاليد فالمرأة تجلب صغارها إلى تجمع النساء على الفوالة ويتعلم الأبناء من تصرفات وسلوك أمهاتهم بشكل تلقائي من الترحيب بالضيف إلى آداب الحديث والانصات كما تسجل للفوالة ميزة أخرى وهي معرفة الأبناء للقصص والحكايات الشعبية التي بات الحديث عنها نادراً اليوم في ظل التقدم واختلاف وسائل سماع القصص إلا أن قصصنا الشعبية تبقى الأفضل دائماً لا لشيء سوى لأنها من منبع حياتنا ومستوحاة من تراثنا العريق.
فاطمة راشد علي (50 عاماً) من حي “منطقة البريرات” الذي ما زال أهله يجتمعون في كل يوم قالت: الفوالة والقهوة العربية لا يفترقان أبداً فما دامت الجمعة عامرة لا بد أن تكون دلة القهوة أول مستقبلي الضيوف يتبعها الرطب أو التمر كل في موسمه وبهما يتسلى الضيوف ويمكن أن تغني عن كل المأكولات الأخرى المقدمة، مشيرة إلى أهمية أن تتجمع النساء كل يوم وهي العادة التي لم يتركها نساء الحي الذي تقطن فيه.
وتقول: إن غابت عنا إحدى نساء الحي نهرع لزيارتها بادئ الأمر ونطمئن على صحتها وبعدها نكمل مسيرة الفوالة إلى أن ننتهي من كل منازل الحي صباحاً، أما في الفترة المسائية فنتجمع ونتسامر في مكان واحد يتوسط الحي ولمن ترغب وتشهد الفترة المسائية قلة الحضور مقارنة بالصباحية التي تصر نساء الحي على عدم تفويتها، وإلا أحست بتقصير نحو جيرانها كما تحس بتأنيب الضمير على تفويت أجر الضيافة في ذلك اليوم.
وأخشى أن يوصد باب منزلي من ورائي فبنات اليوم لا تعرف اهتماماً بالتجمعات النسائية في كل منزل وتعوضنها بالبقاء على شاشة الحاسب الآلي مع الشبكة الإلكترونية أو التلفاز كما تعوض الجلسات النسائية بالحديث في الهاتف وهو ما يضر أكثر مما ينفع فوقت “الفوالة” مخصص بوقت معين وينتهي بوقت معين وتكون الأم منظمة لوقتها وتؤدي أدوارها بكل اندفاع بلا تقصير.
عائشة سعيد راشد “أم خليفة” (45 عاماً) من حي “السيح” الذي لم يتخلَ فيه النساء عن عادتهن بالتجمع اليومي على الفوالة تقول: الفوالة لها مناسبات يومية وسنوية تختلف باختلاف أنواع المأكولات المقدمة فالفوالة اليومية يقدم بها الفطور بلا تكليف وكل امرأة من نساء الحي تقدم فطورها مع القهوة والتمر، أما المناسبات السنوية فتعتبر فوالة العيد على رأس تلك المناسبات التي تشهد تركيزاً خاصاً بتغيير وتنويع المأكولات المقدمة وتحرص الأسرة على تقديم الأرز مع اللحم صباح العيد، بالإضافة إلى الحلويات الأخرى التي كانت سابقاً محصورة بالخنفروش والحلوى العُمانية والرهش والبشمك وهي أنواع حلويات قديمة.
والفوالة اليومية تعتبر بالنسبة لنا أهم دور تؤديه المرأة في يومها، أما إذا لم تحضر الاجتماع اليومي فتتأثر سلباً طيلة اليوم وتحس أنها افتقدت شيئاً أو لم تؤد دوراً مهماً.
غالية راشد سيف (46 عاماً) أكدت أن تجمع نساء الحي على الفوالة يومياً يضفي لحياتها متعة فريدة من نوعها، حيث لم يتخلَ الحي الذي فيه عن تلك العادة الحميدة، مشيرة إلى أن التجمع لا يقتصر على أهالي الحي، بل تخصص جاراتها يوماً لزيارة الأحياء القريبة من حيهن، كما أن التجمع اليومي يشكل دعامة أساسية لاستقرار الحي حيث تناقش النساء القضايا الاجتماعية وخاصة مشاكل الأبناء وتصرفاتهم وتقترح كل واحدة منهن الطريقة المثلى للتعامل مع الأمر.
وتضيف: التجمع على الفوالة له مناسبات عديدة تختلف عن العادة اليومية ففوالة العيد تختلف عن الفوالة اليومية، بحيث يضاف إليها الحلويات والأرز واللحم الذي يوضع مع رأس الذبيحة.
حلاوة راشد “أم جاسم” أكدت أن جمعة الفوالة بالنسبة لنساء حيها الذي لا يزال يحافظ على تلك العادة بمثابة “العمل الرسمي” لهن وأي واحدة تخالف العمل الرسمي تعتبر مقصرة في حق الجيران ولا يعذرنها، إلا إذا تخلفت بعذر مقبول، مشيرة إلى أن التجمع اليومي على الفوالة يتوارثه الأهالي جيلا بعد آخر، إذ يعتبر التواصل اليومي عادة متأصلة ولا يمكن الاستغناء عنها.
وتؤكد أن معظم الأمهات اللواتي حافظن على تلك العادة بالعقد الرابع من عمرهن ويعتبرن آخر جيل يشهد الحفاظ على تلك العادة، موضحة أن بنات اليوم لا يخرجن كأمهاتهن ويتجمعن ومن تتزوج منهن توصد على نفسها الباب ولا تشارك الأمهات عادتهن، إلا أن البعض منهن يخرجن بشكل متقطع مع الأمهات.
وتضيف: نلاحظ أن جيل اليوم لم يعد يهتم بعادة الترحيب بالضيف وما يقترن بها من كرم للضيافة والاستقبال للضيف وحثه على دخول المنزل عكس ما تربينا عليه من عادات بحيث نصر على ضيافة واستقبال الضيوف وان لم يكن أحد في المنزل ونعد بأنفسنا “الفوالة” والقهوة، موضحة أن العتاب يقع على الأهل الذين لا يصطحبون أولادهم معهم خلال زيارتهم للأهالي والجيران فيعجز الابن عن التصرف تجاه استقبال الضيوف.
نادية منصور “أم سعيد” مصرية تقول: تعودت على زيارة الجيران صباحاً وإعداد الفوالة يومياً، موضحة أنها عادة جميلة لدى نساء الحي، حيث تحرص الأمهات على زيارة كل منازل الحي بدءاً من أول منزل في الحي إلى آخره، مؤكدة أنها حرصت على التقيد بنظام الحي منذ أن قدمت إلى الدولة منذ عشرين عاماً.
وتضيف: الجيران في مصر يكتفون بتقديم الشاي والمشروبات عند الضيافة باختلاف العادات هنا، حيث تحرص نساء الحي على تقديم الأكلات المتنوعة في كل يوم، وتقول: استطعت من خلال خبرتي في تقليد الجيران اتقان الوجبات الشعبية التقليدية كالهريس وخبز التنور وغيرها من الأكلات اللذيذة، كما علمّت جاراتي بعض الأكلات المصرية التي أعجبتهن واستطعنا من خلال جمعة “الفوالة” أن نستفيد من تبادل الخبرات في الطبخ.
إحياء التراث:
منى المذكي مديرة مركز التنمية الاجتماعية في رأس الخيمة أكدت أن المركز يحاول أن يعيد الماضي بعاداته وتقاليده التي اندثرت في ظل التطور والتقدم اللذين شهدتهما المنطقة، مشيرة إلى أن عضوات المركز من الأمهات يتجمعن كل يوم في المركز ويبدأ يومهن بالفطور الذي يلجبنه معهن يتبادلن الحديث ثم تنشغل كل واحدة منهن بعملها اليدوي فمنهن من يركب التلي ومنهن من يعمل البراقع ومنهن من تعمل من سعف النخيل أدوات تقليدية شعبية.
وتشير مديرة مركز التنمية الاجتماعية إلى أهمية الفوالة في جمع أواصر الروابط الأسرية وأهمية إعادة تلك العادة للأحياء الشعبية لتبقى العلاقات الاجتماعية المتماسكة تكفل التضامن والاستقرار لكل حي وتبعد عنه المشاكل المنبثقة من الحياة اليومية.
عائشة الغيص عضوة مركز التنمية الاجتماعية في رأس الخيمة أشارت إلى العادات الجميلة التي اندثرت بين طيات الماضي وهجرتها الأجيال الحالية، فيما طمس البعض منها وتقول: تجمع نساء الحي على الفوالة كان بحد ذاته مدرسة تستشف منها تعاليم وعادات الأمهات والجدات، وتستقطب “الفوالة” النساء من جميع المراحل العمرية يتداولن الأخبار الاجتماعية صباحاً فيما تخصص الفترة المسائية للقصص والأمثال لتظل أسر الحي في بوتقة واحدة يتشرب الجميع فيها ذات الأفكار والمعتقدات.
وتضيف: تجمع النساء يومياً كان من الطقوس الاجتماعية الجميلة ومدرسة للأبناء باستماعهم لما يدور من أحاديث وقصص وأشعار وقصائد شعبية تعمق علاقة الفرد بوطنه، مشيرة إلى أنها شهدت تلك الأيام بحذافيرها وتتذكر حين تتنافس الأمهات في تحضير الأطباق الشهية من المأكولات الشعبية كل صباح وتتذكر منهن روية بنت سعيد وعائشة الخميري وآمنة بنت شرباك وجميعهن يحكين القصص والخراريف الشعبية، كما يسلين النساء بالتغرودة وهي فن أصيل تتلحن فيه الأمثال والحكم فيما تظل “التهويدة” وهي الكلمات الهادئة والمنسابة على مسامع الطفل لمساعدته للنوم على رأس الألحان الجميلة التي تتغنى بها الأمهات عند تجمعهن في منزل إحداهن. وتعتقد الغيص أن الفوالة اندثرت وحلت محلها مقاهي الانترنت والأسواق التجارية التي تتجمع فيها معظم النساء لتمضية الوقت.
التوقيع
شعور ُ الود ّ ِ يْجمَعُنا كأصحاب ٍ و إخوان ِ رباط ُ الدم ّ ِ ياأهلي َونبض ُِ الـُحب ّ ِ شرياني
الرحَّال
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى الرحَّال
البحث عن المزيد من المشاركات المكتوبة بواسطة الرحَّال
أضف الرحَّال إلى قائمة الأصدقاء