| القصص الشعبية بين قصص ألف ليلة وليلة وقصص التراث العالمي | |
|
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
بوعسكور مستشار إداري
عدد الرسائل : 200 العمر : 40 البلد : تاريخ التسجيل : 27/03/2008
| موضوع: القصص الشعبية بين قصص ألف ليلة وليلة وقصص التراث العالمي السبت أبريل 12, 2008 12:55 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
المطلع يعجب من كثرة القصص الشعبية المنتشرة في كثير من رقاع بلادنا العربية ، ويعجب من تشابه بعض القصص الشعبية مع قصص التراث العالمي !
وكنت استغرب من ذلك التشابه في بعض تلك القصص مع ما هو موجود في قصص التراث العالمي ومع بعض قصص ألف ليلة وليلة حتى أنني وعندما سمعت من بعض أحد الرواه وهو يروي أحد القصص حدثته عن تشابه هذه القصة أو مقطع منها بأحد قصص ألف ليلة وليلة وقلت له : أن هذا يدل على أن ألف ليلة وليلة قد نهلت من تلك القصص وأخذت منها فنفى لي ذلك وقال أن العكس هو الصحيح فقد كان أجدادنا يطلعون على بعض قصص ألف ليلة وليله وقد نهلوا منها الكثير من القصص .
وكنت أقبط ذلك الزمن التي تسجل فيه القصص في زمان الأولين وهو ما نراه في قصص ألف ليلة وليلة وقصص كليلة ودمنه بينما لا تجد في تراثنا الشعبي والقصص من مسجل إلا في القليل النادر ككتاب عبد الكريم الجهيمان في كتابه عن الأساطير الشعبي وسمعت أنه في سبعة مجلدات ولم أطلع عليه للأسف الشديد ..
لذلك فموضعنا هذا سنسجل بعض القصص الشعبية التي رواها وكتبها أحد الكتاب والرواة ومقدارها حوالي ( ستين قصة) من القصص الشعبية المنتشرة في المنطقة - لم أسجل إلا حوالي سبع قصص منها حتى وضع هذا الموضوع - وسأقارن هنا بينها وبين بعض القصص المعروفة والمشهورة عالميا ، كما سنقارن بين بعض هذه القصص وبعض ما ورد في قصص ألف ليلة وليلة ..
ولكن قبل ذكر هذه القصص والروايات أحببت أن أتحدث عن القصص والشخصيات الأسطورية التي عرفت عند العرب وسجلها بعض الكتاب وأقارن بينها وبين ما هو موجود في قصصنا الشعبية وعلاقتها ببعض الأساطير العالمية ..
فقد تعتبر الشخصيات والأسطورية والخرافية والقصص الشعبية من أكثر القصص انتشاراً وشهرة في العالم أجمع !
وقد كان لمنطقة الشرق الأوسط دور كبير في انتشار القصص الأسطورية للكثير من أنحاء العالم كما إن قصص ألف ليلة وليلة وكليلة ودمنه أثر على الأدب العالمي حتى لتعد قصص ألف ليلة وليلة مصدر وملهم لتوالد الكثير من القصص في أنحاء العالم !
فقصص الجن والأشباح وأنواعهم وحكم الحيوان وبعض قصص البطولات وقصص الحب والعشق وبعض التقاليد والأعراف والأفكار والتصرفات تتشابه في كثير من تفاصيلها عند الكثير من الشعوب حتى لتعتقد أن هذه القصص وهذه الأساطير قد أخذت من مصدر واحد !
يتبع .... | |
|
| |
بوعسكور مستشار إداري
عدد الرسائل : 200 العمر : 40 البلد : تاريخ التسجيل : 27/03/2008
| موضوع: رد: القصص الشعبية بين قصص ألف ليلة وليلة وقصص التراث العالمي السبت أبريل 12, 2008 12:56 pm | |
| ففي تاريخ العالم العربي اشتهرت الكثير من الخرافات والأساطير والقصص منذ عصر مبكر جداً وأقرب مثال على ذلك قصة غراب نوح والحمامة فقد زعم القصاص والأعراب أن نوح عليه السلام وهو في السفينة أرسل الغراب ليستطلع هل هناك موقع لرسو السفينة بعد الطوفان فذهب ولقى جيفة فلم يعد فأرسل نوح عليه السلام بحمامة فعادت بعد مدة بعد أن وجدت ذلك الموضع فطوقت الحمامة لأجل ذلك !
الطريف في الأمر أن بعض هذه القصة قد ذكرت في التوراة غير أن العرب أو الأعراب قد زادوا من أحداثها الكثير وقد ذكرها أمية بن أبي الصلت ( توفى سنة 5 هـ ) في أشعاره [ وكذلك ذكر مثل هذا في أساطير بابل حينما نجا ( شمش – نيشتين ) من الطوفان وحط على جبل نزير وأرسل يمامة لتستطلع ! ] !
وما يشبه هذا قصة الهدهد فقد زعموا أن من شدة بر الهدهد بأمه أنه يحمل جثة أمه في قنزعته لذلك نتنت ريحت الهدهد ، وقد نسب الجاحظ هذه القصة للعامة في زمانه وذكر أنهم أخذوها من الأعراب والغريب في الأمر أن الهدهد يسمى عند العامة حتى الآن وفي التراث الشعبي بـ ( أبو قابر ) ولا أرى إلا أن سبب هذه التسمية عائدة إلا هذا السبب أي أنه قابر جثة أمه في قنزعته ، بل هو كذلك حتى أنهم أضافوا أبيه وأمه في بره لهما ودفنه لهما في أعلى رأسه كما حدثني بذلك أحدهما !
يتبع .... | |
|
| |
بوعسكور مستشار إداري
عدد الرسائل : 200 العمر : 40 البلد : تاريخ التسجيل : 27/03/2008
| موضوع: رد: القصص الشعبية بين قصص ألف ليلة وليلة وقصص التراث العالمي السبت أبريل 12, 2008 12:57 pm | |
| ومن تلك القصص الأسطورية قصة الزهرة الممسوخة فقد ذكر في زمن الجاحظ أن الزهرة ( أناهيد ) [ وتسمى نجمة الصبح عند العامة وعشتار لدى بابل ، وفينوس لدى الرومان وعند هذين الشعبين الكثير من القصص عن الزهرة ] امرأة بغي علمت باسم الله الأعظم من بعض الملائكة فكانت تخترق السماء فمسخت نجماً لأجل ذلك واشتهر كذلك سهيل بذلك وربطوا قصة الزهرة بهاروت وماروت ، وقد عرف هذا لدى العرب في الجاهلية وكذلك عرف مثل هذا عند الهند غير أنهم ينسبون هذا إلى عطارد ، وكما ذكر جواد علي في المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام [ ج6 : ص 817 ] :
(( وللعرب أساطير عن الكواكب، من ذلك ما ذكروه من أن "الدبران" خطب "الثريا" وأراد القمر أن يزوجه منها، فامتنعت وأعرضت، وقالت للقمر: ما أصنع بهذا السبروت الذي لا مال له؟ فجمع الدبران قلاصه، ووضعها قدامه، وأخذ يتبعها يريد اقناعها بالزواج منه. ومن ذلك قولهم في "المرزم"، وهو "الشعري"، يطلع بعد الجوزاء، وطلوعه في شدة لحر. تقول العرب: إذا طلعت الشعرى جعل صاحب النحل يرى، وهما الشعريان: "العبور" التي في "الجوزاء" و"الشعرى الغميصاء" التي في الذراع. تزعم العرب أنهما أخت "سهيل". وقد عبدت طائفة من العرب "الشعرى العبور". قالوا: إنها عبرت السماء عرضا، ولم يعبرها عرضا غيرها، فأنزل الله: "وإنه هو رب الشعرى"، وسميت الأخرى "الغميصاء"، لأن العرب قالت في حديثها إنها بكت على أثر العبور حتى غمصت.
وزعموا أن "سهيلا" كان عشّارًا على طريق اليمن ظلوما فمسخه الله كوكبا. وعرف بأنه نجم يماني عند طلوعه تنضج الفواكه وينقضي القيظ .))
وقريب من هذا في القصص الشعبي يذكرون عن المرزم ( الشعرى ) أنه يلاحق الثريا لأن عندها ثأراً وهي تقول له متحدية :
أنا الثريا منك بري ** ما تلحقني يا المسكين
ويرد عليها المرزم مهدداً :
وأنا المرزم ** وازمك زم ** وأخلي قصيبات أمك دم
ويزعمون أيضاً في القصص الشعبي أن الجدي قتل والد بنات نعش وزين لدى الدخيلين فهن يحملن نعش أبيهن ويطاردنه وقد حلفن ألا يدفن أباهن إلا بعد الأخذ بثأره !
****
ومن القصص الخرافية ما ذكره الجاحظ في الحيوان [ ج3 : ص 534 ] عن النساء قال:
(( وأما قول النساء وأشباه النساء في الخفافيش، فإنهم يزعمون أن الخفاش إذا عضَّ الصبي لم ينزع سنه من لحمه حتى يسمع نهيق حمار وحشيٍّ، فما أنسى فزعي من سِنِّ الخفاش، ووحشتي من قربه إيماناً بذلك القول، إلى أن بلغت. وللنساء وأشباه النساء في هذا وشبهه خرافاتٌ، عسى أن نذكر منها شيئاً إذا بلغنا إلى موضعه إن شاء اللّه.))
وما يشبه هذا في القصص الشعبي عن النساء أن النساء يخفن من طائر كالبومة أو هو البومة وسمونه ( الصَّرَّارَه ) ولكنهن لا ينطقون باسمه ويكنين عنها باسم ( العفنة ) يحكين عنها الأساطير فيقلن أنها كانت امرأة ففقدت لها طفلاً فحلفت أن تفجع كل أم في طفلها وتحولت إلى هذا الطائر وهن في الليل عندما يكن خارج القرف يضعن أطفالهن في المهد ويسمونه ( الحنيّة )
وعن الجن فحدث ولا حرج ففي الجن عرف منذ زمن الجاحظ حديث الغول وتشكلها على أي شكل غير رجلها تكون رجل حمار وقد عرف مثل هذا في الأدب الشعبي ويسمونها ( الدجيرة ) حيث يزعمون عن الدجيرة أنها تتشبه وتتشكل على أي شكل غير أن إحدى رجليها ولعلها اليسرى فتبقى دوما ( رجل حمار ) .
ويعرف عن الدجيرة هذه أنها تقتل من تعترضه بدغدغته حتى الموت ويقال أنه كي تتخلص منها أو تتحكم فيها فعليك بضرب ضلها بسكين أو شيء من هذا على أن لا تضربها مرة أخرى فإنك لا تستطيع قتلها أو السيطرة عليها ، ويقولون انه إن فعلت ذلك وضربتها ضربه فستترجاك كي تطلقها وأنها ستنفذ كل ما تأمر به و وقد وجدت مثل هذا في ما ذكره الجاحظ في الحيوان [ ج6 : ص 233 ] :
(( فإنّ الأعرابَ والعامّة تزعُم أن الغول إذا ضربت ضَربةً ماتت، إلاّ أن يُعيد عليها الضّارب قبل أن تقْضي ضربة أخرى، فإنّه إن فعل ذلك لم تمُتْ، وقال شاعرهم: فَثنّيتُ والمِقدارُ يحرُسُ أهلَهُ ... فَلَيْتَ يميني قبل ذلك شلّتِ وأنشد لأبي البلاد الطُّهَويّ: لهَانَ علَى جهينةً ما أُلاقي ... من الروعاتِ يومَ رحَى بطانِ لقيتُ الغول تسرِى في ظلامٍ ... بسهبٍ كالعباية صحصحانِ فقلتُ لها كلانا نقض أرضٍ ... أخُو سفَر فصدِّى عن مَكانى فصدتْ وانتحيتُ لها بعضبٍ ... حسامٍ غيرِ مؤتشبٍ يمانى فقدّ سَراتها والبرك منها ... فخرتْ لليدين وللجران فقالت زدْ فقلتُ رويدَ إنِّى ... على أمثالها ثبتُ الجنانِ شددتُ عقالها وحططت عنها ... لأنظرَ غدوةً ماذا دهانى إذا عينان في وجهٍ قبيحٍ ... كوجْه الهرِّ مشقوق اللسانِ ورجلا مخدجٍ ولسانُ كلبٍ ... وجلدٌمن فراءِ أو سنانِ ))
وشبيه لهذا في خرافات العامة وقصصهم حديثهم عن السعلي أو السعلو فإن ضربته مرة فإنك تسيطر به لدرجه أنه يطلب منك تخليصه ويقولون أنه أن قال لك بعد أن ضربته ضربة واحدة : رد لي ( أي أضربني مرة أخرى ) فقل له : لم تلدني أمي إلا مرة ، وإن قال لك افشحني ( الفشح معناه : القفز ) فقل : رجلي قصيرة ، وإن قال لك : أرجمني ( أو أبصق علي ) فقل له : ريقي ناشف !!!
يتبع ... | |
|
| |
بوعسكور مستشار إداري
عدد الرسائل : 200 العمر : 40 البلد : تاريخ التسجيل : 27/03/2008
| موضوع: رد: القصص الشعبية بين قصص ألف ليلة وليلة وقصص التراث العالمي السبت أبريل 12, 2008 12:57 pm | |
| ومن القصص أيضا قصة الساحرة ذات المقشة والتي تطير في الجو والتي نراها في الرسوم المتحركة ، الغريب في الأمر أن هذه الساحرة قد ذكرت في كتب الأقدمين فقد ذكر الجاحظ قصة ساحرة تطير فقال في الحيوان [ 2 / 207 ] :
(( والذين يقولون إنّ الدار إذا كان فيها ديكٌ أفرقُ لم يدخُلْها شيطان، هم الذين يقولون مَنْ أكلَ لحم سِنّورٍ أسودَ لم يَضِرْه سحر، وإذا دُخِّنت الدار بالدُّخنة التي سمّوها بدُخنة مريم، أو باللُّبان، لم يكنْ عليها لعُمَّار الدَّار سبيل، فإن مَرَّت ساحرة تطير سقَطت، وهم الذين لا يشكُّون أنّ مَن نام بين البابَين تخبَّطَه العُمَّارُ وخَبَلته الجنّ ))
والجاحظ وإن لم يذكر مقشتها أو مكنستها إلا أن المسعودي في مروج الذهب [ من كتاب الكتروني وقد أطلعت علي مثل هذا في مروج الذهب غير أني بحثت عن موضعه في الكتاب لأضع المجلد والصفحة ولم أجده ، ولذلك فلا فائدة في كتاب من غير فهارس كاملة ! ] قد ذكر قصة مثل هذه الساحرة وأنها تطير بأجنحة من قصب فقال :
(( و قد أخبرني غير، واحد من أهال التحصيل بمصر وغيرها من البلاد أنهم شاهدوا في الجو حَيَّاتٍ تسعَى كأسرع ما يكون من البرق بيض، وأنها تقع على الحيوان في الأرض فتقتله، وربما يسمع لطيرانها في الليل وحركتها في الهواء صوت كنشر ثوب جديد، وربما يقول من لا علم له وغيره من البشر: هذا صوت ساحرة تطير، ذات أجنحة من قصب ))
غير أن في قصص ألف ليلة وليلة ما يؤكد اشتهار هذه الساحرة ذات المكنسة عند العرب ففي ألف ليلة وليلة : (( قالت: بلغني أيها الملك السعيد أن الصائغ طلع قصر الوزير وضرب الجارية على كفلها فجرحها وأخذ الحق الذي فيه حليها وانصرف فلما أصبح الصباح لبس ثيابه وأخذ معه الحق الذي فيه الحلي ودخل به على ملك تلك المدينة ثم قبل الأرض بين يديه وقال: أيها الملك إنني رجل ناصح لك وأنا من أرض خراسان وقد أتيت مهاجراً إلى حضرتك لما شاع من حسن سيرتك وعدلك في رعيتك فأردت أن أكون تحت لوائك، وقد وصلت إلى هذه المدينة آخر النهار فوجدت الباب مغلوقاً فنمت من خارجه فبينما أنا بين النائم واليقظان إذ رأيت أربع نسوة إحداهن راكبة مكنسة والأخرى راكبة مروحة، فعلمت أيها الملك أنهن سحرة يدخلن مدينتك فدنت إحداهن مني ورفستني برجلها وضربتني بذنب ثعلب كان في يدها فأوجعتني ))
فيدل هذا أن قصة الساحرة ذات المقشة كانت معروفة أيضا لدى العرب ولست أدري هل اشتهرت هذه الساحرة عند العرب من زمن مبكر وأخذها الغرب منهم أما أن هذه الشخصية الأسطورية قد أخذها العرب من الأوروبيين بعد احتكاكهم بهم بعد الحملات الصليبية !
يتبع .... | |
|
| |
بوعسكور مستشار إداري
عدد الرسائل : 200 العمر : 40 البلد : تاريخ التسجيل : 27/03/2008
| موضوع: رد: القصص الشعبية بين قصص ألف ليلة وليلة وقصص التراث العالمي السبت أبريل 12, 2008 12:57 pm | |
| ومن الأساطير أسطورة التنين وكنت اعتقد أن التنين من القصص التي أخذها العرب بعد العصر الإسلامي من شرق أسيا غير أنه تبين لي أن التنين كان مشهور ومعروف في الحضارات القديمة فقد عرف عند الفراعنة كما ذكر وصفه في التوراة ذات الرؤوس السبعة وعرف في التورة بـ ( لوياتان ، أو لوياثان ) كما عرف الكنعانيون التنين ، وعرفه كذلك اليونانيين والرومان ثم عرف لدى العالم العربي بعد ذلك ، غير أنه يظهر لي أن التنين قد عرف أول الأمر في شرق أسيا ..
وقد تحدث العرب عن التنين وقد ذكر الجاحظ أنه اختلف فيه وذكر أنه رأى وكأن منارة أنطاكية قد بنيت من أعلاه فقيل له : أن تنين قد خرج من البحر وضرب تلك المنارة وأزال جزءها الأعلى فبنوه بعد ذلك ثم ذكر عن أهل الشام أنهم يرون أن التنين هو إعصار يخرج من البحر فيه نار وأن الناس شبهوه بالحية ..
وقد ذكر المسعودي مثل هذا في مروج الذهب كما ذكر بعض القصص عن التنين وياجوج وماجوج وقصة عمران بن جابر وغيرها [ ج1 / 121 – 124 ] وقد ذكرت بعض المصادر تلك الأعاصير ووصفتها بالتنين وكانت أكثر ما تحدث في الشام فقد حدثت في سنة 718 هـ في أنطاكية وحدث إعصاران في سنة 810هـ في إيله والطور وحدث في العراق في سنة 378هـ ريح شبهت بالتنين كما عرف إبراهيم بن المهدي بالتنين وكذلك القائد الحسن بن قحطبة فقد شبه الروم بالتنين لما فعله في بلادهم في عصر المنصور والمهدي !
**************************
نكتفي بهذا القدر مما ذكرنا فليس سبيلنا هنا في هذا الموضوع ذكر الأساطير وانتشارها وإنما أردنا ذكر بعض الأساطير وتشابه بعض أخبرها لضرب الأمثلة لا غير ولتأكيد تشابه الكثير من الأساطير لدى العرب وغيرهم من الشعوب ، وتشابه بعض هذه الأساطير مع ما يعرف في الأدب الشعبي في زماننا هذا !!
وما أردناه هنا في هذا الموضوع كما سبق ذكره ، ذكر بعض القصص الشعبية والتي هي متداولة في التراث الشعبي ومقارنة بعض قصصها مع بعض قصص التراث العالمي كقصة سندرلا والجميلة والوحش وقصة الذئب وأطفال البقرة أو الخنزير والتي تعرض في الرسوم المتحركة ، وتشابها مع بعض قصص ألف ليلية ولسلة ومقارنتها مع بعض ! | |
|
| |
بوعسكور مستشار إداري
عدد الرسائل : 200 العمر : 40 البلد : تاريخ التسجيل : 27/03/2008
| موضوع: رد: القصص الشعبية بين قصص ألف ليلة وليلة وقصص التراث العالمي السبت أبريل 12, 2008 12:58 pm | |
| القصة الاولى : قصة البقيرة أو حديدون ..
ملاحظة: في هذه القصص قام الرواي بتهذيب بعض ألفاظ القصة وبعض أحداثها حتى لا تخدش الحياء ، وتخرج عن مبادئ المنتدى لذلك جرى التنبيه ، وسوف أوضح بعض أماكن التهذيب والتغير من مبدأ أمانة النقل في رواية القصة ...
تمهيد : هذه القصة من القصص العجيبة والتي كنت أسمعها منذ صباي حتى حفظتها وكنت استمتع بها كثيراً في صباي عندما تروى لي ، وهذه القصة تذكرنا ببعض الرسوم المتحركة وقصة الذئب مع الخراف أو الخنازير الثلاثة وأكله لهم ثم تخليص أمهم لهم بعد أن قصت بطن الذئب وأخرجت أبناءها ثم وضعت أحجر في بطن ذلك الذئب حتى سقط في البئر !
ثم قصة الذئب وهدمه لبيت الثلاثة خنازير أو خراف عن طريق النفخ ولست أذكر أحداثها تماما وإنما هذا مما أذكره من لمحات في ما يعرض من الرسوم المتحركة ، وكنت أعجب من أين أتى هذا التشابه بين القصتين والتي يظهر لي أن هذا التشابه يدل على أن مصدر القصتين واحد وإن اختلفت بعض التفاصيل ..
غير أني اعتقد أن رواية القصة الشعبية وتاريخها لا يقل عن 150 سنة على الأقل لسبب أن رواة القصة يقولون أنهم سمعوها منذ أن كانوا أطفال وكذلك بسبب انتشار القصة فقد اطلعت من الإنترنت أنها متعارف عليها في الأردن وفلسطين – وقد يكون انتقال هذه القصة حدث مع هجرات القبائل الحجازية إلى الأردن بعد الثورة العربية أو بعد سيطرة الملك عبد العزيز على الحجاز سنة 1344هـ على الأقل - كما قرأت عن شخصية حديدون متعارف عليها في الجنوب وإن كانوا أضافوا شخصية خشيبون –وهذا قد يكون في روايتنا اسمه عشيشون - التي يظهر أن لديهم شخصية هذا شخصية محورية في الرواية كحديدون فإن ثبت انتشار قصى حديدون أو( قصة البقيرة ) على جميع هذا لمنطقة فأنا اعتقد أنها لكي تبلغ كل هذا الانتشار فإنها تحتاج أكثر من 150 سنة على الأقل خاصة مع ضعف التواصل والاتصال في ذلك الزمن !
والقصة تتكون بجزأين القصة الأولى مع الذئب وتنتهي بمقتل الذئب ولجميع أشخاصها دور وإن كان للأم الدور الأبرز ، أما القصة الثانية مع السعليه فبطلها الأساسي حديدون والسعلية ومن بعد ذلك ابنتها ..
وكنت في صغري أعتقد أن السعليه هي الشريرة في القصة من البدء إلا أنه تبين لي أن الذئب كان في البدء ثم أتت بعد ذلك السعلية ..
وكنت أعجب لماذا كانت القصة من جزأين حتى اعتقدت أن القصة مركبة وتتكون من قصتين و أنها وصلت إلينا هكذا بعد دمج القصتين عن طريق الرواية ويدل على ذلك اختفاء الأم في الجزء الثاني من الرواية ما عدى بدايتها ، وربما قد يدلل على ذلك أيضاً أسماء أطفال البقيرة فهي تقول لهم في الجزء الأول ( يا وليدي يا محمد ( تذكر الرواية القديمة أنها تقول : يا أبو صعلق ) ) مما يعتقد أن احد ابناءها اسمه محمد، أو يعرف بأبي صعلق ! ، ثم هي وبعد اختفاء أطفالها تسأل الجمالة والحمالة عن ثلاثة أبناء هم ( عاق و باق و قبة الحجاج ) وقد تكون هذه صفة لهم على الرغم أني لا أعرف معنى هذه الكلمات وهذه الصفات !
ثم في النهاية تعرف أسماء الثلاثة برميدون وعشسشون وحديدون وقد أطلقت السعليه هذه الأسماء عليهم بسبب المواد التي بني بها منزل كل شخص من الأبناء الثلاثة !
وعلى العموم ورغم ما ذكرته قبل قليل فإن الرواية وصلتنا هكذا وقد تكون بهذا الشكل منذ البدء ( مع ملاحظة اختلاف الروايات من مكان إلى أخر ) ولا يستبعد أن تكون الرواية على هذا الشكل وإن الاختلاف في الأسماء نتاج ما استحدث في الرواية وما أدخل عليها وقد يكون دور الأم قد انتهى بعد انتهاء دورها في بناء القصة ليصبح الصراع بين حديدون والسعليه لإظهار التشويق في هذه القصة ! | |
|
| |
بوعسكور مستشار إداري
عدد الرسائل : 200 العمر : 40 البلد : تاريخ التسجيل : 27/03/2008
| موضوع: رد: القصص الشعبية بين قصص ألف ليلة وليلة وقصص التراث العالمي السبت أبريل 12, 2008 12:58 pm | |
|
(( كانت هناك بقرة تعيش بأمان مع ابناءها الثلاثة وكانت دوما تجلب لهم الحشيش وترضعهم من ثديها وكانت تأتيهم في المساء وتطرق الباب وتقول : يا وليدي يا أبو صعلق [ وفي قول يا محمد ] ** افتح الباب المعلق والحليب فطر ديوسي ** والحشيش كسر قروني .
فينفتح الباب عيط .
فيرضع أبناءها الحليب ويأكلون الحشيش .. وقد كان يراقبهم دوما ذئب وكان يتحدين الفرصة لأكل أطفالها فذهب لهم في يوم وأمهم غير موجودة واخذ يكرر نفس عبارة أمهم التي ذكرنا ..
فقالوا له : أنت لست أمنا لأن صوت أمنا رقيق وصوتك خشن !
فذهب وعاد وقد قلد صوت أمهم ، فنظروا من أسفل الباب فرأوا رجليه وقالوا ما أنت أمنا فأمنا أرجلها حمر وأنت أرجلك بيض ..
فحنى رجليه وانتظر حتى نشفت وجاءهم وقال العبارة بصوت رقيق ونظروا إلى رجليه فوجدوها حمراء اللون ففتحوا لهم الباب فأكلهم وذهب ونام في ظل صخرة .
وجاءت أمهم وكلمتهم بعبارتها المعتادة ولكن لا حياة لمن تنادي فنطحت الباب بقرونها فانفتح ولكنها لم تجد أحد فخرجت للبحث عنهم فلقيت أناس يسوقون بقراً فقالت :
يا بقارة يا بقيقيرة ** ما شفتوا لي ثلاثة عويلة *** واحد عاق وواحد باق ** وواحد قبة الحجاج ..
قالوا لها ما شفنا شيئا ، ولقيت أناس أخرين يسوقون حميراً فقالت لهم :
يا حمارة يا حميميرة ** ما شفتولي ثلاثة عويلة ** واحد عاق واحد باق ** وواحد قبة الحجاج ..
وأجابوا بالنفي .. فرأت ناس ومعهم جمالهم فقال لهم :
يا جمالة يا جميميلة ** ما شفتولي ثلاثة عويلة ** واحد عاق واحد باق ** وواحد قبة الحجاج ..
فقالوا لها هناك تحت الصخرة وأشاروا إلى الصخرة أمامهم والذئب نائم عندها فذهبت نحو الصخرة ولما رأت الذئب نائما هجمت عليه وهي تقول :
قلبي سطي ** قرني حديد
ثم نطحته نطحة منكرة فشقت بطنه وخرج أولادها الثلاثة سالمين وهم يتناقزون ويقولون :
يا يمة شربنا رشوف ** يا يمة من بطن الخروف ...
يتبع ....
| |
|
| |
بوعسكور مستشار إداري
عدد الرسائل : 200 العمر : 40 البلد : تاريخ التسجيل : 27/03/2008
| موضوع: رد: القصص الشعبية بين قصص ألف ليلة وليلة وقصص التراث العالمي السبت أبريل 12, 2008 12:59 pm | |
| الجزء الثاني والأخير من قصة حديدون
استدراك : في هذا الجزء ينحصر الصراع بين حديدون والسعلية بعد مقتل الذئب وقضاء السعليةعلى أخوي حديدون رميدون وعشيشون .. ورغم أن الرسوم المتحركة قد ذكرت الصراع الذي جرى بين السعلية أو الذئب والأخوة الثلاثة إلا أنه وحسب ذاكرتي لم تعرض الحوادث التي جرت بعد ذلك بين حديديون والسعلية حتى قضى حديدون على السعلية ..
(( فأخذتهم [ أمهم ] ومضت بهم نحو بيتها وفي نصف الطريق قال أحد الأولاد تعبت فبنت له بيتاً من الرماد وأسكنته فيه ولما بعدوا مسافة قال الثاني تعبت فبنت له بيتاً من العش وأسكنته فيه ولما وصلت أطراف القرية قال الثالث تعبت فبنت له بيتاً من حديد وأسكنته فيه ..
وكانت السعليه تراقبهم فجاءت للأول وقال :
رميدون تظهر والا أنفخ عليك [ تم تهذيب المقطع ]
فقال لها :
انفخي ثم أنفخي لين شدوقك ترتخي .. [ تم تهذيب المقطع ]
فنفخت وطار الرماد وأكلته .. [ تم تهذيب المقطع ]
وفي اليوم التالي ذهب إلى الثاني وقالت :
عشيشون يا عشيشون تظهر والا انفخ عليك . [ تم تهذيب المقطع ]
فقال لها :
انفخي ثم أنفخي لين شدوقك ترتخي .. [ تم تهذيب المقطع ]
فنفخت وطارت العشة وأكلته .
وفي اليوم الثالث ذهبت إلى الثالث وقالت :
حديدون يا حديون تطلع والا انفخ عليك . [ تم تهذيب المقطع ] فقال لها : انفخي ثم أنفخي لين شدوقك ترتخي .. [ تم تهذيب المقطع ]
فارتخى شدقاها [ تم تهذيب المقطع ] وذهبت إلى بنتها فخاطتهما وأخذت تدبر الحيل والمكائد لأكل حديدون فجاءته وقالت : هناك زواج هل تذهب معي له فقال لها : لا حاجة لي في ذلك .
وبعد أن مضت خرج وذهب إلى الزواج من طريق آخر وسبقها على المكان فجلس يأكل ويرمي لها بالعظام وبقايا الحم وهي تأكل ثم قام وشرب وغسل يديه ووضع الماء الذي غسل فيه في ماعون وحمله معه وعندما طلبت الماء لتشرب قدمه لها وهو متنكر بحيث لم تعرفه ثم سبقه إلى بيته وجاءت هي إبيه وقالت : ليتك كنت معي في الزواج فقال : لقد كنت معك هناك ورميت لك العظام وبقايا اللحم وآسقيتك من غسيل يدي فتندمت على إفلاته من يدها وزادت قهراً من فعائله بها ولكنها كظمت كل ذلك وكتمته في نفسها ....
ثم جاءت له في يوم آخر وقالت : هناك زرع مثمر بالبطيخ فهل تذهب معي قال لها : لا حاجة لي في مرافقتك ثم خرج وسبقها إلى الزرع وأخذ يأكل منه ما يشتهي فرآها وهي مقبلة فا ختفى تحت نمس ( النمس البطيخ الطويل ) ولما جاءت ورآت النمس قالت في نفسها أول مرة أرى للنمس أذان وبعد أن نالت بغيتها من الزرع مشت عنه وخرج هو وسبقها ودخل في بيته وجاءت وقالت : ليتك كنت معي ، قال : لقد كنت معك هناك . قالت : وكيف ولم أراك . قال لأنني كنت مختبئا تحت النمس والآذان التي رآيتيها هي أذاني وليست آذان النمس يا مغفلة ..
وصار في كل يوم يجلس على حجر امام منزلها ويسبها ويشتمها وعندما تأتي إليه يهرب ويدخل بيته فوضعت الغراء على الحجر الذي يجلس عليه ولما جاء على جاري عادته وبدأ في سبها وشتمها هجمت عليه مسرعه ولما أراد أن يهرب لم يستطع لأن الغراء أمسك بثيابه ..
فوضعته في كيس من الخيش وذهبت به إلى بيتها وقالت لبنتها : هذا حديدون فأذبحيه واطبخيه لي وأنا سأنام فإذا نضج ايقظيني لا أتلذذ بلحمه وآشفي غليلي منه ونامت ولما جاءت البنت إلى حديدون احتال عليها وذبحها وقص شعرها ورماه في الطاقة ثم طبخها ولبس من ملابسها ولما استيقظت السعليه من نومها قدم لها الأكل فأكلت حتى شبعت ولما شبعت كشف لها عن شخصيته وقال : أنا حديدون واللحم الذي أكلته هو لحم ابنتك وإن كنت غير مصدقة فا نظري إلى شعرها في الطاقة ولما نظرت في الطاقة تأكدت من صحة كلامه وشهقت من القهر فماتت واستراح الناس من شرها .. [ تم تهذيب المقطع الأخير ] ))
النهـــــــــاية | |
|
| |
بوعسكور مستشار إداري
عدد الرسائل : 200 العمر : 40 البلد : تاريخ التسجيل : 27/03/2008
| موضوع: رد: القصص الشعبية بين قصص ألف ليلة وليلة وقصص التراث العالمي السبت أبريل 12, 2008 12:59 pm | |
| القصة الثانية : (( قصة سلامة بن عافية )) الجزء الأول
تمهيد : هذه القصة يظهر أنها منتشرة بعض الشيء فقد قرأت في موقع عن أحد المدن بمنطقة نجد عن اطلاع أحدهم على هذه القصة ورعبه وخوفه عند استماعه لها ..
القصة نوعا ما ممتعة ففيها اختلاف في المشاهد فهي تتكون من أربع مشاهد :
المشهد الأول : يجمع بين الأخ وزوجته وأخته ويظهر أن هناك عداوة بين الزوجة والأخت سببت في معانة الأخت وزواجها من السعلي سلامة بن عافية ، وقد روى الراوي أن حمل الأخ لأخته حدث بعد مجيئه من الحج بينما تذكر رواية أنه كان يسألها مع كل سفر وكان الأخ يستغرب هذا الجواب فاستغلتها الزوجة لكي تتخلص من هذه الأخت ..
المشهد الثاني : جمع بين الأخ ودوره بارز هنا ومعه أخته ودورها معدوم تماما بالثلاث عجائز ، والمشهد يظهر لي أنه قديم جداً بدليل استعمال كلمات قديمة ، وكنت استغرب تصرف هذا الأخ وكيف تعامل مع العجائز هذه التصرفات غير المنطقية دون سابق معرفة أو توضيح من أحد للقيام بهذه التصرفات الغريبة غير أني علمت من الراوي أن هناك سقط هنا لم يرويه في الرواية وشعرت أن هنا بعض من الأشياء التي لا تليق بذكرها أو أنها سخيفة في الرواية ، وقد قمت هنا بتهذيب هذا المشهد و حذف مقطع منه ..
****
قال الراوي :
(( يذكر أنه كان هناك شاب متزوج وله أخت بنت بكر وأراد أن يحج بيت الله الحرام وجهز نفسه لذلك وقال لزوجته : ما ذا تريدين من هدايا ، قالت : أريد وأريد وطلبت أشياء كثيرة فا ستعد لها بذلك وقال لها : أذهبي إلى أختي وأسأليها ماذ تريد وكانت تكره أخته فذهبت إليها وسألتها ، قالت الأخت : لا أريد إلا سلامة وطول عمامة ، وكان يعيش في نواحي تلك الديار سعلي مشهور اسمه سلامة بن عافية فراحت الزوجة وقالت لزوجها : تقول لك أختك أنها لا تريد إلا سلامة بن عافية ، قال : أهذا هو طلبها ، لما أرجع من الحج إن شاء الله يكون خيراً .
ثم سافر للحج وعند عودته أحضر لزوجته كل ما طلبت وجاء لأخته وهو غاضب وقال لها : هيا وحملها على ظهر حصانه وسار بها فلقي عجوز تطحن على رحى [ تم حذف فقرة هنا ] فدنا منها وأخذ من دقيقها سفة ( السفة : حفنة ) [ تم حذف فقرة هنا ] وقال : السلام عليكم قالت : لولا سلامك سبق كلامك كان لحمك ما يجيء لي لقمة ودمك ما يجي لي جغمة وعظامك ما تمسوكني من جمعة إلى جمعة ، قل لي ماذا تريد .
قال : أريد أن تدليني على مسكن سلامة بن عافية قالت وماذا تريد منه وهو سعلي يأكل لحوم البشر قال : له أمانة عندي أريد أن أسلمها له . قالت : أذهب مع طريقك هذا وستجد أختي وهي على صفتي فعاملها مثلي وهي تدلك فذهب ولاقى أختها وعمل معها كما عمل مع الأولى حتى وصل إلى الأخت الثالثة فسألها عن مسكن سلامة بن عافية قالت له : هل ترى ذلك البيت الأبيض ذلك منزله فأذهب إليه وأزهمه ( ناديه ) باسمه فإن قال لك نعم فقابله ولا تخف فهو في هيئة إنسان وإن قال لك عونك لبيك وأكل ما بين جغديك فلا تقترب منه فهو في هيئة سعلي .
فمضى إلى البيت الأبيض ونادى سلامة بن عافية ، قال عونك ، ثم استدرك وقال نعم نعم وخرج له وهو في هيئة إنسان فقال له : إن هذه أختي وقد رغبت فيك وأنا زوجتها لك على كتاب الله وسنة رسوله وهي أمانة في عنقك قال : قبلت زواجها وأخذها معه ، أما أخوها فقد ودع الاثنين وسافر. )) | |
|
| |
بوعسكور مستشار إداري
عدد الرسائل : 200 العمر : 40 البلد : تاريخ التسجيل : 27/03/2008
| موضوع: رد: القصص الشعبية بين قصص ألف ليلة وليلة وقصص التراث العالمي السبت أبريل 12, 2008 12:59 pm | |
| (( قصة سلامة بن عافية )) الجزء الثاني
تمهيد : المشهد الثالث : هو المشهد الذي يجمع بين الأخ وسلامة بن عافية ثم زواج سلامة بن عافية بهذه الفتاة ثم عيشها معه في هذا المنزل ثم معرفتها بأنه سعلي بعد فتحها لأحد الأبواب والتي حذرها من فتحه ثم معرفته بذلك ومعاقبتها بنزع ساقها واستبدالها بساق حمار وطردها من القصر ..
وفي هذا المشهد الثالث لربما كان هناك بعض التشابه بين هذا المشهد ومشهد (الجميلة والوحش ) فالزواج القسري الذي فرض على الفتاة والقصرالذي جمعهما يتشابه بعض الشيء وإن كانت تختلف القصة في التفاصيل والناهية ...
ومن جهة أخرى فهناك مقطع في القصة يتشابه مع ما هو موجود في قصص ألف ليلة وليلة وذلك المقطع هو أعطاء سلامة بن عافية هذه الفتاة أو الزوجة مفاتيح لفتح جميع الأبواب بالقصر ما عدى أحدى الأبواب ، وما يشبه في ألف لليلة وليلة : (( فقامت البنات ودخلن القصر على حسن وأعلمنه بالحال، وقلن له إن هذا الموضع موضعك وبيتك وبيتنا بيتك فطب نفساً وقر عيناً ولا تخف ولا تحزن، فإنه لا أحد يقدر أن يجيء إلينا في هذا المكان فكن مطمئن القلب منشرح الخاطر حتى نحضر إليك وهذه مفاتيح مقاصيرنا معك، ولكن يا أخانا نسأل لك بحق الأخوة أنك لا تفتح هذا الباب فإنه ليس لك بفتحه حاجة ثم إنهن ودعنه وانصرفن في صحبة العساكر وقعد حسن في القصر وحده وفرغ صبره وزاد كربه واستوحش وحزن لفراقهن حزناً عظيماً وضاق عليه القصر مع اتساعه فلما رأى نفسه وحيداً منفرداً تذكرهن ........ فضاق صدره من فراقهن ثم إنه صار يذهب وحده إلى الصيد في البراري فيأتي به ويذبحه ويأكل وحده فزادت به الوحشة والقلق من انفراده فقام ودار في القصر وفتش جميع جهاته، وفتح مقاصير البنات فرأى فيها من الأموال ما يذهب عقول الناظرين وهو لا يلتذ بشيء من ذلك بسبب غيبتهن والتهبت في قلبه النار من الباب الذي أوصته أخته بعدم فتحه وأمرته أنه لا يقربه ولا يفتحه أبداً، فقال في نفسه ما أوصتني أختي بعدم فتح هذا الباب إلا لكونه فيه شيء تريد أن لا يطلع عليه أحد، والله إني لا أقوم وأفتحه وأنظر ما فيه ولو كان فيه المنية فأخذ المفتاح وفتحه فمل ير فيه شيئاً من المال، ولكنه رأى سلماً في صدر المكان معقود بحجر من جذع يماني فرقي على ذلك السلم وصعد إلى أن وصل إلى سطح القصر .. الخ ))
المشهد الرابع : هي التقاءها بابن السلطان وعيشها في القصر ثم محبة ابن السلطان لها وشك احد الخادمات بساقها الغريبة ثم وضع مسابقة للحناء لاكتشاف هذا والتأكد منه ثم نجدة سلامة بن عافية لها واسترجاعه لساقها وزوجاها من ابن السلطان بعد ذلك ..
*****
قال الراوي :
(( وقال لها سلامة بن عافية : خذي هذه المفاتيح وافتحي كل الأبواب إلا هذا فلا تفتحيه فهل تعاهديني على ذلك ، قالت : نعم . واستمرت عنده مدى مكرمة معززة وهو يعاملها بكل رأفة ومحبة وكلما كدر خاطرها من الوحدة فتحت أحد الأبواب فتجد من المناظر ما يزيل أحزانها .
ومرة قالت لنفسها : لماذا لا أفتح هذا الباب وقامت وفتحته فرأت فيه بقايا من جثث بني آدم فبكت واستوحشت وجاء وهي تبكي فسألها عن سر بكائها قالت : اشتقت لأخي قال لها سيحضر أخوك
وجاء لها في صورة أخيها وسألها عن حالها وحال زوجها فأثنت عليه ثم استأذن ومضى ووجدها في ليلة أخرى تبكي فقال : لماذا تبكين ، قالت : تذكرت زوجة أخي قال لها : سوف تحضر إن شاء الله وتصور في صورة زوجة أخيها وحضر عندها وسألها عن حالها وحال زوجها فأثنت خيراً واستأذن وذهب .
ورآها ذات يوم تبكي فسألها عما يبكيها قالت أبكي من الشوق لخادمتي التي كانت من أيام أمي قال سوف أحضرها لك ، وتصور في صورة خادمة أمها وجاء لها وسألها عن حالها وحال زوجها ، فأثنت عليه كثيراً إلا أنها قالت : ولكنه سعلي ، فعاد إلى صورته الأصلية وقال : خنتي يا خائنة ثم سحب رجلها اليمنى ووضع مكانها رجل حمار وحملها ورمى بها تحت قصر كبير وفارقها بعد أن أعطاها بعضاً من شعره وقال : أخوك وضعك أمانة عندي فإن أحتجت إلى ضعي هذا الشعر في النار وأنا أحضر إليك .
فجلست تحت القصر تأكل من فتات الطعام وكان هذا القصر لسلطان المدينة وصادف أن مر ابن السلطان بحصانه من جانبها فلفتت نظره ورآها جميلة جداً فسألها عن حالها ، قالت : انا غريبة ومقطوعة من شجرة فعرض عليها أن تعمل لديهم خادمة فقبلت العرض ..
وأحبها ابن السلطان وصمم على الزواج منها وتحت ضغط رغبته وافق الكل على زواجه منها ولكن نساء القصر أخذن منها موقف العداء ورأت إحدى الخادمات قدمها فأعلمت النساء الحاقدات وانتقل الخبر إلى السلطان وكان ذلك في ليلة العيد فقال لجميع النساء القصر سنعمل مسابقة في يوم غد العيد في زينة الحناء والتي تكون أحسنكن حناءاً ستنال جائزة كبرى فكل واحدة تضع حناءها وتعرض حناها علي في يوم الغد بعد صلاة الفجر ...
ولما علمت هي بذلك ضاق صدرها وخشيت من انكشاف أمرها وأخيراً أقدمت على إطلاق الشعر في النار بعد تردد وبعد فترة سمعت طرقاً على شبابيك حجرتها فقالت : من الطارق . قال : أنا زوجك السابق فأخرجي رجلك فأخرجتها ونزع رجل الحمار وعاد لها رجلها ومضى في سبيله .
وقامت هي فحنت رجليها ونامت وفي الصباح كانت هي أولى من عرضت حناها على السلطان فأعجب بحناها وساقاها ، وبعد نهاية الاستعراض وحصولها على الجائزة الكبرى سأل النساء عن صاحبة الإشاعة فعرف أنها إحدى خادمات القصر فأمر بقطع رأسها أما ابن السلطان فقد زادت محبته لها وفاتحته هي بحكايتها فأخذ هدية فاخرة لأخيها وزاراه في مدينته وعرف حقيقة الامر فطبق زوجته وذهب معهما إلى بلاد ابن السلطان وزوجه إحدى أخواته وعاشوا جميعاً في سلام ووئام . ))
النهاية | |
|
| |
بوعسكور مستشار إداري
عدد الرسائل : 200 العمر : 40 البلد : تاريخ التسجيل : 27/03/2008
| موضوع: رد: القصص الشعبية بين قصص ألف ليلة وليلة وقصص التراث العالمي السبت أبريل 12, 2008 1:00 pm | |
| قصة دويدة
تمهيد : هذه القصة تتشابه مع قصة (( سلامة بن عافية )) السابقة الذكر من حيث زواج بطلة القصة بابن السلطان ، بعد أن كانت تسكن لدى أخيها وزوجته ! وفي هذه القصة تشابه في مشهدها الثاني بقصة سندريلا وسنذكر ذلك في حديثنا عن المشهد الثاني والقصة تتكون من مشهدين : ش المشهد الأول : مشهد غريب جداً وغير منطقي وأشبه ما يكون بالحلم أو الكابوس وقريب الشبه بالفانتازيا وهو يجمع بين زوج وزوجته وأخت الزوج وفرس ! والغريب في أمر القصة هو غيرة الفرس من أي أنثى بكر ولا أدري ما سبب ذلك واستغرب تعلق أخيها بهذه الفرس الذي فاق تعلقه بأخته لدرجة أنه طرد أخته بسب معرفة الفرس بمكان الأخت !
وقد يوضح هذا المشهد سذاجة بعض القصص الشعبية وقد يبعد أحدهم فيزعم ويتخيل أن هذا يدل على تقديم الفرس من حيث الأهمية على المرأة في ذلك المجتمع وفي عصر مبتكري هذه القصة الشعبية !
المشهد الثاني : هذا المشهد أشبه بالمشهد الرابع من قصة سلامة بن عافية ، كما أنه أشبه بقصة سندريلا التي نعرفها فبعد أن تخدم بطلة القصة في القصر ثم تذهب للحفل الراقص دون معرفة شخصها فيطرب منها الجميع ويعجب به جميع النساء فيثير هذا إعجاب ابن السلطان ويحدث حفل أخر وتشارك في ذلك الحفل وهم يجهلون شخصها فيعترضها عندا خروجها ابن السلطان ، غير أنه هنا بدلاً من أن تفقد حذاءها فإنها تسحب خاتم ابن السلطان !
و يصبح هذا الخاتم مشكلة لدويدة وتحتار في كيفية إعادة هذا الخاتم لصاحبه فيخطط ابن السلطان للكشف عن هذه الفتاة بطريقة ظريفه وهي مشاركة الجميع في صنع مائدة كبيرة وإن يوزع الدقيق على جميع النساء لصنع العجين وقد سجل على كل إناء اسم صاحبته دون أن يعلم أحد برموز خاصة فتجد دويدة الفرصة لوضع هذا الخاتم فيكتشف أمرها !
واستظرف هذا ولو كانت بين قصتنا وقصة سندرلا علاقة لاعتقدت أن قصتنا هذا هي أشبه بأقلمة القصة مع واقع المجتمع ولذكرني هذا بمصرنة الروايات الغربية في بداية إنتاج الأفلام والمسرحيات العربية في مصر !
و يظهر لي أن رواية سندريلا أكثر رقيا من هذه الرواية وقد يدل هذا على أسبقية روايتنا هذه زمنيا على قصة السندريلا - هذه إن كان بينهما علاقة – كما لا يمنع من أن تكون قصة دويدة تالية لقصة السندريلا وإن كانت لم تصل لمستوى أصل القصة وكانت الترجمة أو الدبلجة أو التعريب جداً رديئة !!!!
****
قال الراوي :
(( المشهد الأول : كان هناك شاب متزوج وله أخت بنت عذراء وله فرس يحبها ويعتز بها وهي من أصائل الخيل ولكن هذه الفرس لا تطيق رؤية البنات الأبكار مما جعله يصنع لأخته غرفة من الزجاج الغليظ تحجبها عن عين الفرس وكان يوصي زوجته ألا تحمل لأخته إلا اللحم الخالي من العظام حتى لا ترمي العظام فتكسر الزجاج فتراها الفرس ولكن الزوجة كانت تكره أخت زوجها وتجعل منها ضرة فعملت بخلاف ما أوصاها زوجاه فصارت تحمل لها العظام ، ورمت الأخت بعض العظام على الجدار الزجاج فانكسر وأخذت الفرس تشيل وتحط للوصول للبنت ولما أتى الشاب أخبرته زوجته بأن أخته كسرت جدار الزجاج لأنها تهوي شاباً وتريد الهروب معه ، فغضب الشاب وأحضر أخته وقال لها : أخرجي من هنا وخذي معك أغلى ملابسك وأنا سأطلق الفرس بعد ثلاثة أيام فأخذت أغلى ملابسها وخرجت تجري وبعد ثلاثة أيام أطلق أخوها الفرس فمضت تجري خلفها على الأثر وبعد فترة رأت البنت الفرس كالخيال ثم بدت تظهر وتبين حتى أصبحت قريبة منها ورأت البنت شجرة كبيرة عالية الأغضان فتسلقت بها ووصلت الفرس إلى تحت الشجرة وخافت البنت أن تنام فتسقط فتقتلها الفرس فعمدت إلى مرىتها وأخرجتها من بقجة الملابس ورمت بها للفرس فزدرتها ، ورمت لها بالمشط فابتلعته ورمت لها بالمقص ولما أرادت ابتلاعه انفتح واعترض في حلقها فقتلها ولما تأكدت البنت من موت الفرس نزلت من الشجرة .
المشهد الثاني : وواصلت سيرها حتى وصلت إلى قصر كبير فجلست تحته تأكد من بقايا الأطعمة ورآها ابن صاحب القصر وهو عائد بحصانه من الصيد والقنص فأخبر إحدى آخواته عنها فخرجت وسلمت عليها وسألتها عن حالها فقالت أنها غريبة مات والدها ووالدتها ولم يبقى لها أحد فخرجت تبحث عن الرزق حتى وصلت إلى هنا . قالت لها أخت ابن السلطان : هل تعملين عندنا خادمة ونعاملك كواحدة منا ، قالت : نعم إذا كان هذا لا يضايقكم . فدخلت القصر وسألتها أخت ابن السلطان عن اسمها قالت : دويده .
وأخذت تشتغل في القصر وينادونها باسم دويده وكانت مجتهدة في العمل حتى أحبها كل من في البيت وحدث أنه جاءت مناسبة فرح أقيمت فيها الألعاب الغنائية للرجال والنساء كل على حده فتزين النساء ولبسن أحلى ملابسهن وقلن لدويدة : ألا تخرجين معنا لتفرحي وتلعبي وترقصي قالت : لا فأنا مشغولة بخدمة البيت ولا تهمني مثل هذه الألعاب فخرجن من القصر ولم تبقى ولا واحده به سوى دويدة .
فقامت ودخلت الحمام واغتسلت وتزينت وأخرجت بقجتها وأظهرت ملابسها ومجوهراتها التي ورثتها عن أبيها وأمها والتي لا يوجد بمدينة السلطان أو عند زوجاته وبناته ما يضاهيها وتطيبت بطيبها الراقي وخرجت وذهبت إلى ميدان الألعاب النسائية فلعبت ورقصت وبهرت النساء بجمالها الأخذ وعطرها النفاذ وملابسها الغالية وأخلاقها العالية ومصوغاتها وما فيها من جمال وكمال ثم خرجت قبل خروج الجميع وتسللت إلى القصر وخلعت ما عليها من ملابس وغيرها وتظاهرت بأنها غاطة في النوم وفي الصباح كانت أحاديث نساء القصر كله منصبه عن البنت الغربية الجميلة التي سلبت الألباب ووصف أخوات ابن السلطان له قصة الصبية فشغف بها على الوصف دون الرؤية وأمرهن بإقامة الألعاب ليلة أخرى ولما جاء المساء قال النساء لدويدة ألا تريدين أن تذهبي معنا لتري الصبية الغريبة وحلاوة رقصها وجمال صورتها قالت : أنا لدي من مشاغل القصر ما يشغلني عنها .
ولما خلي القصر من جميع النساء عملت دويدة كعملها في الليلة السابقة وخرجت وحدها ووصلت إلى الحفل فأبدعت في رقصها وأظهرت جمالها فسلبت العقول وخطفت الأبصار ثم تسللت من الحفل وفي الطريق كان ابن السلطان قد كمن لها ولما مرت بجانبه مد يده لها فتفككت من يديه ولكن خاتمه بقى معها ودخلت القصر وبدلت ملابسها بسرعة وتظاهرت بالنوم .
وفي الصباح زاد حديث النساء عنها وقال ابن السلطان سنعمل في صباح غد طعاماً للجميع بهذه المناسبة وليكن من الفطير واللحم وكل واحدة في القصر تأخذ بعضاً من الدقيق دون استثناء الأميرة والخادمة والكبيرة والصغيرة وتعجنه وأشرف على وضع الدقيق في مواعين مجهزة لذلك وكتب على كل ماعون اسم صاحبه دون أن يشعرن وقال إن من أخذت الخاتم بهذه الطريقة تجد الفرصة أمامها لوضع الخاتم في الماعون دون كشف سرها وفعلاً فقد وجدت دويدة الفرصة سانحة أمامها لإسدال الستار على سرها ولما تم جمع العجين في مواعينه اكتشف ابن السلطان أن الخاتم في عجين دويدة وحتى يزيد تأكداً سأل كل النساء القصر عن صاحبة هذا العجين قأجمعن على أنها دويدة .
وبعد أن جهز الطعام وأكل الجميع أعلن ابن السلطان عن رغبته في الزواج من دويدة وكانت مفاجأة للجميع حتى دويدة نفسها التي ترددت ولكنها رضخت للأمر تحت قوة تصميمه وقال النساء له أن دويدة جميلة وأخلاقها عالية ولكنها مجهولة النسب قال ابن السلطان : أنا لا يهمني النسب وبعد أن أعرس بها ودخل عليها أخبرها باكتشافه سر الخاتم ومعرفة أنها هي الراقصة الفاتنة التي سلبت القلوب والعقول وطلب منها إخباره عن قصتها فأخبرته بجميع أمرها فأخذ هدية فخمة إلى أخيها وسافرا معاً لدياره وأخبره بجميع ما جرى فطلق زوجته وباع كل ما يملك وسافر مع أخته وزوجها لبلاد ابن السلطان فجعله وزيراً ومشيراً له وزوجه إحدى أخواته وعرف كل من في القصر ومن هو خارج القصر قصة قمر التي تسمت دويدة .. )) | |
|
| |
بوعسكور مستشار إداري
عدد الرسائل : 200 العمر : 40 البلد : تاريخ التسجيل : 27/03/2008
| موضوع: رد: القصص الشعبية بين قصص ألف ليلة وليلة وقصص التراث العالمي السبت أبريل 12, 2008 1:00 pm | |
| قصة طبق بوش
تمهيد : هذه الرواية لها شعبية كبيرة على ما يظهر لي من روايتها وكانت تروى لنا ونحن أطفال غير أني لم أذكر منها الشيء الكثير ، والمشهد الأول ومد طبق بوش لشعرها ذكرني بإعلان أحد مشروبات الطاقة ! واستظرف اسم طبق بوش ولا أجد سبب لتسميتها بهذا الاسم إلا لكي تسجع السعلية بهذه الجملة ((طبق بوش مدي جعودك مع الروش )) ..
ورغم أن الأم سعلية فإن الإبنة لم ترث عن أمها هذا الشي غير أنها ورثت عنها السحر على ما يبدوا فقد قلبت طبق بوش ابن السلطان مخيط كما وضعت بسحرها العقبات أمام أمها عند مطاردتهم لهما !
أجمل ما في القصة المطاردة وما حدث فيها من الحيل ، وأسوء ما فيها نهاية القصة فرغم زواج ابن السطان وطبق بوش غير أننا لم نعلم ما مصير السعليه وكلبها العجيب !!!
****
قال الراوي :
(( يقال أن سعليه والسعلية أيضاً يسمونها هرشة وهي في الكتب سعلوة وهي من آكلة لحوم البشر ولهذه السعلية بنت جميلة الصورة لها شعر مضفور يصل إلى مسافة بعيدة وكانت على غير شاكلة أمها لأنها لا تأكل لحوم البشر بل نصيد لها أمها بعضاً من الغزلان وطيور البر فتشويه وتأكله وكانت السعلية تغيب عن بنتها يومين أو ثلاثة أو أكثر أو أقل وكانت هي وبنتها تسكنان في روشان قصر مقام بالصحراء فإذا غابت الأم من جولتها وقفت تحت القصر وقالت : طبق بوش مدي جعودك مع الروش فتمد ظفائر شعرها فتتعلق فيها إلى أعلى الروشان .
وصادف أن مر أحد أبناء السلاطين بذلك المكان فرأى البنت وهي تمد ضفائرها لجذب أمها فهام بها حباً وشغفت هي به ولما ذهبت أمها أنزلت له ضفائرها فتعلق بها وطلع عندها ولما جاءت أمها مرة ثانية وقالت عبارتها قال لها : أين أذهب فقلبته مخيطاً وغرزته بالجدار ولما طلعت الأم أخذت تتشمم وهي تقول : ريحة دنس من اليوم والأمس .
وهي تشم رائحة الآدمي فقال لها بنتها : ومن أين يآتي لنا الآدمي وأقنعتها وبعد يومين نزلت الأم على جاري عادتها وقررت البنت أن تهرب مع ابن السلطان وقالت له أن كل أثاث البيت يخبرها بهروبنا إلا إذا حنيناه وقاما معا بوضع الحناء على كل قطعة من الآثاث ونسيا ودي الهوند أي ولد النجر أو الهاون .
وأخذ معهما من الذهب والمعادن ما يستطيع حمله حصانه وأخذ أيضا عود كبريت وفص ملح وحجراً صغيراً ونزلا وامتطيا الحصان وهربا ولما
جاءت السعلية على عادتها زهمت : طبق بوش مدي جعودك على الروش . فجاوبها آثاث البيت طبق بوش نائمة إلا ولد الهاون قال : طبق بوش شردت فنظرت إلى جرة الحصان في الأرض وذهبت تطاردهما .
وكان ابن السلطان قد أردف طيق بوش خلفه على الحصان وشدها إليه بحبل حتى لا تقع من فوق الحصان وكانت البنت لا تنظر إلى الخلف وتقول لابن السلطان انظر هل ترى شيئاً فقال : أرى شبحين كالخيال خلفنا .
قالت : تلك أمي وكلبها . وبعد فترة قالت له التفت وقل لي ما ترى ، قال : أراهما واضحين ولكنهما بعيدان عنا وفي المرة الثالثة قال : إنهما يكادان أن يلحقا بنا فرمت بفص الملح وإذا بحر عجاج متلاطم بالأمواج فحجز السعلية وكلبها عنهما وقتاً .
وكانت السعلية تحث كلبها وتقول يا كلبي اشرب وأنا أشرب حتى شربا البحر ولحقا بهما فرمت البنت بعود الكبريت وإذا نار عظيمة تحجز بينهما وأخذت السعلية تقول لكلبها : يا كلبي اتفل وأنا أتفل حتى أطفآ النار .
ولحقا بهما فألقت البنت الحجر وإذا بجبل عال مرتفع يحجز بينهما وقالت السعلية يا كلبي أطلع وأنا أطلع حتى طلعا الجبل ولكن بعد أن استنفذتا كل قواهما وأيضاً ، وأيضاً أقبل ابن السلطان وبنت السعلية على ديار ابن السلطان فقالت الأم لابنتها : طبق بوش التفتي إلى .
فأبت ولكن ابن السلطان أمرها أن تلبي أمر أمها وتلفتت فيها فالتفتت وقال الأم : عسك يا طبق بوش تبقين سبع سنين وأنت جذع محرق وفي الحال .
تحولت البنت إلى جذع محرق ولما وصل ابن السلطان إلى منزله وضعها على سرير بداخله حجرة وأوكل عليها خادمة تضع لها الطعام والماء ثلاث مرات في اليوم تغير هذا وتضع بدله هذا .
وفي مرة من المرات عندما وضعت طعام الإفطار وكوب الماء وجاءت بالغذاء لقيت طعام الإفطار والماء مفقوداً فذهبت لسيدها تبشره وجاء ابن السلطان ودخل الحجرة فوجد البنت جالسة في انتظاره فسلم عليها وتعانقا وتزوجها على كتاب الله وسنة رسوله وأقاما الأفراح والليالي الملاح . )) | |
|
| |
بوعسكور مستشار إداري
عدد الرسائل : 200 العمر : 40 البلد : تاريخ التسجيل : 27/03/2008
| موضوع: رد: القصص الشعبية بين قصص ألف ليلة وليلة وقصص التراث العالمي السبت أبريل 12, 2008 1:01 pm | |
| قصة الحطاب
تمهيد : هذه القصة لم أسمع بها من قبل وقد ذكر راويها أنه قد سمع بها من صديق ولست أدري هل تعتبر من القصص الشعبية الموغلة في القدم أم أنه قصة قديمة أم هي قصة قريبة العهد !
القصة طريفة وفيها الكثير من الحكم وتظهر جانب من جوانب الطمع والجشع كما تدعو للتحفظ عن ما لديك من أسرار وثروة !
هناك مقطع في القصة يذكرنا ببعض قصص ألف ليلة وليلة أو قصص بعض الأقدمين وهو : (( فأخذه الحطاب إلى زوجته وجرباه فوجداه صحيحا فقال لامرأته : هات لنا ماعوناً من عند الجيران نضع فيه الذهب حتى أنزل إلى السوق واشتري مواعين ، فذهبت إلى جارتها وقالت لها : أعطيني ماعونا وسأعيده بك فأعطتها ماعونا وألصقت في قاعته من الداخل بعضاً من الغراء لترى ماذا سيضعون في الماعون ، ولما أعادت لها جارتها الماعون رأت في قاعته جنيه من الذهب لم تنتبه لوجوده الجاره فأخذته وذهبت إلى جارتها وقالت : لقد لقيت هذا في الماعون وهو من مالكم ، قالت لها أمرأة الحطاب : خذيه يا أختي وكبشت لها من الذهب كبشة وقالت لها : وهذا زيادة والحمد لله خير ربي كثير )) .
وهذا المقطع يظهر أنه حيله متعارفة عند الأقدمين وإن ذكر الراوي أنها ألصقت القرى والمتعارف أن ما يوضع في الوعاء هو ( عسل ) أو ( زيت ) أو مايشبهه ...
*****
قال الراوي عفا الله عنه :
(( قيل لي أن حطاباً كان يسكن بإحدى البلدان وفي كل صباح يغدو إلى الغابة بفأسه فيتحطب نقلة من الحطب يحملها إلى سوق المدينة فيبيعها ويطعم بقيمتها زوجته وأولاده ، وفي صباح يوم ذهب إلى الغابة على جاري عادته ولما وضع فأسه في غصن من أغصان شجرة من أشجار الغابة جاءه شخص وقال له : يا أخي أزعجتنا بهذا الصوت فكف عن قطع هذا الخشب ، قال الحطاب : ومن أين نأكل أنا وزوجتي وأولادي ، قال : أنا أعوضك عن الحطب ، قال الحطاب : وبماذا تعوضني قال ، رجل الغابة : أعطيك هذه الشاه التي ديس منها يجلب العسل وديس يجلب لبن قال الحطاب : انا موافق إذا كان كلامك صحيحاً .
فأعطاه الشاه وانصرف بها ولما وصل الحطاب إلى بيته أخبر زوجته بالقصة وأمرها بحلب الشاه فحلبتها فوجدت كلام الرجل صحيحاً وفي الصباح أخذ الحطاب الشاه وأعطاها الراعي ليرعاها مع أغنام أهل البلد وقال له : لا تطمع في الشاه وتأخذها لأن شقاً منها يجلب عسلاً وشقاً يجلب لبناً فقال الراعي : معاذ الله أن أفعل ذلك ، ولما حلبها وجد كلامه صحيحاً فطمع فيها وأخفاها وأتى له بشاه أخرى شبيهة لها ولما أتت امرأة الحطاب تحلب الشاه وجدتها شاه عادية فأخبرت زوجها فذهب للراعي وطالبه بشاته الأصلية قال له الراعي : هذه هيا شاتك الأصلية . وفي الصباح ذهب واشتكاه الحطاب لدى القاضي فحضر الراعي للقاضي وقال له : هذا مجنون فهل سمعتم يا فضيلة القاضي بشاه تحلب لبناً وعسلاً فحكم القاضي على الحطاب وانصرف .
وفي اليوم التالي ذهب الحطاب إلى الغابة وأخذ يضرب بالفأس في أصول الشجر فأتاه الرجل وقال له ألم نتفق على أن لا تعود هنا قال : لقد نهبت الشاه التي أعطيتني إياها وعدت إلى صنعتي قال الرجل : : خذ هذا المكيال وإذا احتجت قل امتلئ ذهباً فيمتلئ ذهباً وأحرص أن تفرط فيه .
فأخذه الحطاب إلى زوجته وجرباه فوجداه صحيحا فقال لامرأته : هات لنا ماعوناً من عند الجيران نضع فيه الذهب حتى أنزل إلى السوق واشتري مواعين ، فذهبت إلى جارتها وقالت لها : أعطيني ماعونا وسأعيده بك فأعطتها ماعونا وألصقت في قاعته من الداخل بعضاً من الغراء لترى ماذا سيضعون في الماعون ، ولما أعادت لها جارتها الماعون رأت في قاعته جنيه من الذهب لم تنتبه لوجوده الجاره فأخذته وذهبت إلى جارتها وقالت : لقد لقيت هذا في الماعون وهو من مالكم ، قالت لها أمرأة الحطاب : خذيه يا أختي وكبشت لها من الذهب كبشة وقالت لها : وهذا زيادة والحمد لله خير ربي كثير ، قالت لها جارتها : ومن أين لكم هذا ، فأخبرتها بالقصة .
وفي الصباح من اليوم التالي جاءت تستعير منها المكيال فأعطته لها وقالت : كيلوا به ولا تطلبوا منه ذهباً ، قالت : سنكيل به فقط ونعيده لكم في الحال ، ولما جربته هي وزوجها وجدا كلامها صحيحاً فطمعا فيه أعادت لها مكيالاً مشابهاً له فلما طلب منه الحطاب وزوجته لم يحصلا منه على شيء وعرفا أن جارتهم وزوجها بدلاه ولكن ما جدوى الشكوى .
وفي صباح اليوم التالي عاد إلى غابته وبدا يضرب غب الأغصان بفأسه فأتا الرجل ولامه وأعطاه سفره وقال له أي طعام تشتهيه فاطلبه من هذه السفره وستجده بها في الحال فذهب إلى بيته وطلبا من السفره ما أردا فحضر لهم في الحال وتسرب أمر السفره حتى وصل إلى والي البلد فانتزعها منه وقال له : هذه السفره تصلح للملوك وليست للصعاليك .
وفي الصباح عاد إلى غابته فقابله الرجل وقال له : لقد تعبت معك ولكن خذ هذا السوق واقفل على نفسك في حجرة وقل له املأ الحجرة ذهباً ولا تدع أحداً يفتح باب الحجرة مهما حدث من أصوات حتى يملاً هذا السوط الحجرة بالذهب فشكره الحطاب ومضى فقفل على نفسه في الحجرة وحذر زوجته وأولاده من فتح الحجرة مهما سمعوا من أصوات وثال : يا سوط أملأ الحجرة ذهباً فتحول السوط إلى مارد كالنخلة السحوق وأخذ يضرب الحطاب حتى غشي عليه من شدة الضرب وعاد الوسط إلى حالته ولما أفاق الحطاب من غشيته طرق باب الحجرة من الداخل ففتحت له زوجته الباب وهي تبحث في الحجرة عن الذهب ولما فاق الحطاب تماماً أخبر زوجته بما حدث له وقال : سأرمي بهذا السوط اللعين ، فقالت له زوجته : كلا فهذا السوط هو الذي سيرد بإذن الله حقوقنا ، لكن نام الآن وفي الصباح رباح .
وفي الصباح قالت له : أذهب إلى الراعي وأعطه هذا السوط وقل له هش به على غنمك ولا تقل له أعطني ذهباً فيعطيك الذهب ولا تطمع فيه كما طمعت في الشاه . فأخذ الحطاب السوط وذهب إلى الراعي وقال له ما قالته زوجته فقال الراعي : لا تخف يا صديقي وأخذ السوط وهو فرحان وعندما عاد إلى بيته قفل الباب على نفسه وأوصى زوجته ألا تفتح الباب مهما جرى وقال للسوط : أملأ الحجرة ذهباً فخرج له المارد فضرب فيه حتى دوخه وقال له أرجع شاة الحطاب المسكين له فحلف الراعي له ألف يمين أن يعيدها من صباح رب العالمين وبالفعل طرق باب الصياد مع النجمة وسلمه شاته وسوطه .
فعمل الحطاب ذلك مع جارته فأعادت المكيال ، وصنع ذلك مع الوالي وأعاد الوالي السفره بعد علقة ساخنة وقال الحطاب لزوجته : يا فلانة اليوم سلمت كل مدخراتنا وفي غد لا ندري ماذا يكون فلنرحل من هنا فرحلوا هم وأولادهم في ليلة ما لها قمر وانتقلوا إلى بلاد أخرى بعيدة وعاشوا في رغد ويسر من العيش بفضل الله ثم بفضل هذه الكنوز الغالية أما السوط فقد وضعه في دولاب وقفل عليه وأخفى مفتاحه في جيبه وقال له نم هنا يا صديقي في وقت الحاجة )) | |
|
| |
بوعسكور مستشار إداري
عدد الرسائل : 200 العمر : 40 البلد : تاريخ التسجيل : 27/03/2008
| موضوع: رد: القصص الشعبية بين قصص ألف ليلة وليلة وقصص التراث العالمي السبت أبريل 12, 2008 1:01 pm | |
| قصة الرجل الفقير وزوجته جرادة
تمهيد : هذه القصة إن قرأتها تأكد لك تشابهها مع بعض قصص ألف ليلة وليلة فهي تعتمد على المصادفات العجيب الغريبة غير المنطقية كما أن ذكر السلطان واللصوص وخزينة السلطان كلها تذكرنا بقصص ألف ليلة وليلة . وأظرف ما في الأمر اسم زوجة صاحب القصة ( جرادة ) ولا أجد من سبب لتسميتها بهذا الاسم إلا لوضع هذا الموقف مع السلطان ووزيره ، وربما يؤكد التقاط السلطان للجرادة تواجد الجراد وانتشاره في تلك الفترة
****
قال الراوي :
(( يحكي أن رجلاً فقيراً عاش في أحدى البلدان وله زوجة إسمها جرادة ولهم جار سافر فطال السفر حتى أن زوجته شكت أنه قد تزوج عليها وأنه لن يعود وشكت لجارتها حالها وقالت ألا يوجد شيخ يقرأ عليه ليعود فقالت جرادة لجارتها وأين أنت من أبي فلان وتعني زوجها قالت الجارة : وهل يعرف رجلك مثل هذه العلوم ، قالت جرادة : نعم ولكنه يخفي ذلك .
ولما جاء زوجها أخبرته بما دار بينها وبين جارتها فقال لها : أنت تعرفين أنني لا أعرف مثل هذا الكلام ، قالت له زوجته : يقول المثل العازه لزازه فأعمل أي شيء عسى ربنا يأخذ باليد ، فتناول ورقة نتيجة من ورق التقويم وقال : ضعي هذه في قطعة من الجلد وأخرزيه عليها وقولي لها تضعه تحت وسادة نومها وإن شاء الله يرجع زوجها .
فأعطته لها وأوصتها بذلك وبعد يومين أتتها جارتها وهي تحمل لها نقودا وأرزاقاً وأخبرتها أن زوجها قد عاد .
ومرة كان الزوج يصلي بالمسجد وعند خروجه من المسجد صادف وجود السلطان ووزيره عند المسجد فقال السلطان هذا العالم الشيخ الذي يتحدث عنه الناس فقال الوزير : هذا كذاب دجال فاختبره الآن فإذا كان صادقاً يظهر صدقه الآن ، وكان يحوم في الجو بعض الجراد فالتقط السلطان جرادة وخبأها في كفه وزهم الوزير الرجل الفقير وقال له إذا كنت عالماً حقيقياً فأخبرنا بما خبأ مولانا السلطان في كفه ، فأخذ الرجل يفكر في هذا الامتحان وأسبابه من زوجته جرادة فهي التي ورطته في هذه المشكلة فقال يخاطب نفسه كل هذا منك يا جرادة ، يعني زوجته ، فأطلق السلطان الجرادة من كفه وقال لوزير هل صدقت الآن ولكن الوزير لم يصدق وقال للسلطان إعمل له خبيئة أخرى كآخر امتحان .
فدفن الملك ووزيره ثلاث زبادي تحت الأرض في الأولى عسل وفي الثانية خل وفي الثالثة يقول الراوي في غير وجه السامعين زفت وأحضراه وقال له الوزير أخبر مولانا السلطان عما خبأه ففكر الرجل الفقير في حاله ومآل إليه أمره وتذكر قصته الأولى مع زوج جارتهم والقصة الثانية مع الملك والوزير في قصة الجرادة وأخيراً في هذه الواقعة التي لا يدري كيف تنتهي فقال : الأولى عسل ويعني قصة جاره التي انتهت على خير والثانية خل يعني قصة الجرادة التي انتهت بإظهار الجرادة المخبأة صدفة لاتفاقها مع اسم زوجته والثالثة ويعني المشكلة التي هو متورط فيها الآن زفت ، فقال السلطان للوزير : والآن هل بقيت لديك أي ذرة من الشك فسكت الوزير على مضض .
وكان هناك لصوص يسطون على البلد ويسرقون أهلها وفي ليلة سرق اللصوص خزينة السلطان فقال الوزير للسلطان هذا وقت الامتحان الحقيقي فإذا كان صاحبنا عالماً حقيقياً فليكشف سر اللصوص فطاوعه السلطان على ذلك وبعثا إليه رسولاً فحضر وأخبره الوزير بالموضوع وطلب منه عن أمر السلطان الكشف عن سر اللصوص وإعادة المسروقات فاستعد بذلك وطلب مهلة لمدة ثلاثة أيام فأعطي المهلة ورجع لزوجته وهو كاسف البال وقال لزوجته : كل هذه المصائب أتت منك ومن أين أجيء بهؤلاء اللصوص ولكن أنا طلبت مهلة ثلاثة أيام فنهرب من البلد في آخر هذه الملهى ولكن قبل ذلك عندنا ثلاثة ديكه فلو حملناها معنا صاحت وكشفت سفرنا فدعينا نذبح في كل يوم ديكاً ونتعشى عليه وبعدها يحلها حلال فقالت زوجته : هذا هو الرأي الصواب وعزما على تنفيذ هذه الخطة .
وفي أول يوم ذبحوا الديك الصغير ووضعوه في العشاء وكان اللصوص ثلاثة أخوه أكبر وأوسط وأصغر وقد لج الناس بما حدث وقالوا أن الشيخ فلاناً سيكشفهم للناس وانتقل الخبر إلى اللصوص فخافوا من العاقبة خاصة بعد التجارب التي أجراها معه السلطان والوزير وكانت جميعاً ناجحة .
وبعد أن صلى الفقير المغرب عاد إلى بيته وأحضرت زوجته العشاء ولما حضر العشاء قال الفقير : هذا الأصغر وسنتخلص منه وكان اللصوص قد أرسلوا الأخ الأصغر إلى بيت الفقير ليقف بجانب النافذة ويستكشف الخبر ولما سمع هذه العبارة ذهب إلى أخوته جرياً وهو يحلف الإيمان المقلظه بأنه سمعه وهو يقول هذه العبارة .
وفي اليوم الثاني عاد الفقير إلى بيته بعد صلاة العشاء ولما وضع العشاء قال هذا الأوسط سنتخلص منه وكان الأخوة اللصوص قد أرسلوا الأخ الأوسط ليجس النبض فوقف بجانب النافذة وسمع العبارة فذهب لأخوته جرياً وذكر لهم ما سمع فزاد خوفهم وفي اليوم الثالث عاد الرجل إلى بيته بعد صلاة العشاء ولما حضر العشاء قال والآن نتخلص من الثلاثة وكان الأخوة اللصوص الثلاثة قد حضروا فلما سمعوا هذه الكلمات دخلوا وأخذوا يقبلون رأسه ويديه ورجليه ويعترفون له بجميع السرقات ويرجونه آلا يفضحهم بين الناس وهو يتظاهر بقوة المعرفة ويهددهم بإزالتهم من الأرض .
وأخيراً اتفق معهم على أن يحضروا في هذه الليلة جميع ما سرقوه للناس وللسلطان ويضعوه في حوش بيته وألا يسرقوا مرة أخرى وأن يخرجوا من البلد من ليلتهم وقال لهم بأنهم لو أخلوا بهذه الشروط فإنه قادر بإذن الله على إحضارهم قسراً عنهم وقد أحضروا كل المسروقات . وفي الصباح وبعد صلاة الفجر ذهب إلى قصر السلطان وأخبر السلطان والوزير بالعثور على اللصوص والمسروقات فأمر السلطان بمن ينادي في البلد بأن كل من سرق له شيء يحضر إلى منزل الشيخ فلان ويذكر أمارية ما سرق له ويأخذه وقد تم القبض على اللصوص ورد المسروقات بفض الله ثم بجهد الشيخ العالم فلان بن فلاني الفلاني وقال الملك للشيخ وأين اللصوص قال لقد عفوت عنهم لوجه الله قال السلطان : اخشى أن يعودا لسرقتهم قال الرجل الفقير : وأين يذهبون مني .
قال الراوي وحضر الناس وأخذوا مفقوداتهم بعد أن ذكروا علاماتها وأخذ السلطان المال الذي سرق من الخزينة وآعاده فيها وأعطى الرجل الفقير والشيخ المزعوم مبلغاً كبير من المال وعرض عليه وضيفة شيخ البلاط السلطاني ولكنه اعتذر عن قبولها وقال أنا في خدمة مولانا السلطان دائماً دون التقيد بوظيفة وعاد الرجل الفقير لزوجته باموال طائلة وقال لها : يا ستي جرادة ما كل مرة تسلم الجرة فلنهرب في ليلة ما لها قمر وفعلاً غادرا البلد إلى جهة مجهولة وقال العامة الشيخ انكشف سره للناس فاختفى .. قال الراوي وكما يقول إخواننا من الرواة المعاصرين وسافرت معهم وأعطوني مبلغاً مجزيا من المال )) | |
|
| |
بوعسكور مستشار إداري
عدد الرسائل : 200 العمر : 40 البلد : تاريخ التسجيل : 27/03/2008
| موضوع: رد: القصص الشعبية بين قصص ألف ليلة وليلة وقصص التراث العالمي السبت أبريل 12, 2008 1:02 pm | |
| قصة كل شيء من مراته
تمهيد : هذه القصة جميل وتظهر تعاطف الأقدمين مع المرأة ودورها في المنزل وتأثيرها على الرجل وتصدق القول الذي يقول (( وراء كل رجل عظيم امرأة )) ..
وفي قصة الامتحان من مارد البئر والرد عليها بقول بطلها : ((حبيبك اللي تحب ولو كان دب )) يظهر لي أنها كلمة مشهورة قديماً وإن كنت أذكر أني شاهدت مسرحية مصرية لسعيد صالح تذكر مثل هذا الموقف وهذا الرد مع المارد مما يدل على اشتهار هذه القصة أو قل هذا المقطع على الأقل وامتداده الجغرافي وإن اختلفت تفاصيلها ..
وبالمثل في قوله : (( وقال له إذا أردت أن تخرج فقل : الثور الأسود غلب الثور الأبيض وأحذر أن تغلط وذهب هو والمرأتان .
وبعد ما انتهى الفتى من سقي القافلة رفع الدلو وبه الرمان وقال لكبير القافلة ضع الرمان مع باقي متاعي وعندما أراد أن يخرج نسى من شدة الفرح فقال : الثور الأبيض غلب الثور الأسود ولم يشعر إلا ومارد ويحمله ويرميه في آخر الدنيا )) قد ذكر الراوي أيضا في قصة أخرة أسماها (( قصة الشاب والنسر والبنتان )) ما يشبه هذا المقطع بالتمام وإن كان خطأه قد خسف به إلى أسفل الأرض ! والآن إلى القصة ..
****
قال الراوي : (( قالت الوالدة رحمها الله حدثت أن أحد السلاطين عاش في بحبوبة ورغد من العيش وكانت له ابنة جميلة وعاقلة وكان كلما ذكر لها فعلاً حسناً لشخص قالت من امرأته وإذا ذكر لها فعلاً سيئاً من شخص قالت من امرأته وكأنها تقول إن نجاح وفشل الرجل يعود إلى نوعية المرآة التي تشاركه حياته أو كأنه تطبق مدلول القول الذي يقول ( وراء كل رجل عظيم امرأة ) فاغتاظ منها والدها وأراد أن يجازيها أو يمتحنها ليرى مدى صحة قولها ورأى فتى مع أمه يقيمان تحت ظل جبل ولا فراش لهما سوى الأرض ولا غطاء سوء السماء وليس من الأثاث والمتاع سوى القدر الذي يطبخان فيه والصحن الذي يأكلان فيه والماعون الذي يشربان به والفتى كسول تضع الطعام في فمه فبالكاد يأكل وإذا لحقت به الشمس تسحبه أمه من الشمس إلى الظل فقال هذا الامتحان الصحيح والمحك الحقيقي وأتى بابنته إليهما وقال زوجت ابنك هذا ابنتي هذه فقال الفتى رضيت وقالت الفتاه رضيت وعقد له عليها وتركها عندهم وانصرف .
وقالت الفتاة للأم من أين تأكلون قالت من حزمة حطب أنقلها فوق ظهري من الغابة قالت وهل الحطب متوفر بالغابة قالت : بكثرة قالت : لننم الآن . وفي الصباح أيقظت الفتاة الفتى وأمه وقالت لنذهب كلنا إلى الغابة ونحتطب وكان الفتى قد كسل عن القيام ولكنها ضغطت عليه بالقوة فذهبوا إلى الغابة وأتوا بثلاث حزم من الحطب وقالت له : بع الحطب واشتر لنا بقيمة حزمة طعاماً نأكله وبقيمة حزمه حريراً ملونا وقصباً وأتني بقيمة الحزمة الثالثة فعمل ما طلبته منه وأكلوا وشربوا ووضعت لهم صندوق توفير تضع به ما توفره أما الحرير والغصب فصنعت منه مناديل جيب وقال له أذهب به السوق وبعه فتسابق الناس إلى شراء المناديل وأصبحوا يدفعون له عربوناً ويتعاقدون معه لشراء هذه المناديل .
واستمروا على هذه الحال ولما توفر لها بعض المال بنت بيتاً صغيراً لهم من اللبن وفرشته وأثثته وسمعت بأن قافلة تريد أن تسافر لطلب التجارة فأمرته بالذهاب معها قال لها أنا لا أملك مالاً مثلهم قالت : أنت أخدم كل واحد من التجار بما يطلبه منك وخذ أجرا مقابل ذلك فسافر مع القافلة وصار يخدم الجميع ويتلقى منهم ما تجود به أيديهم وأحبه كبير القافلة وقال له طعامك وشرابك على وأنا أحفظ لك كل ما تحصل عليه حتى تعود إلى أهلك فوافق على ذلك .
وأصبح يخدمه ويخدم تجار القافلة وما حصل عليه يضعه عند كبير القافلة وذات يوم انقطع الماء عند أهل القافلة ورأوا بئراً فعرجوا عليه ليستقوا منه وأنزلوا أدليتهم ولكن كل هذه الأدلية حجزت بالبئر ونزل شخص ليرى السبب فلم يعد ثم نزل شخص آخر ولم يعد أيضاً فقال الفتى لكبير القافلة : أنا أنزل لأرى ما القصة فقال له يا ابني النزول خطر ولكنه صمم ونزل فرأى رجلاً جالساً بحجلاة بداخل البئر وبجانبه امرأتان واحدة في غاية الجمال والأخرى في منتهى الدمامة وسأل الرجل الفتى أي المرأتين أجمل فنظر الفتى إلى هذه ثم هذه وقال : حبيبك اللي تحب ولو كان دب وأشار إلى الدميمة وقال هذه أحسن قال الرجل أحسنت فاسق لقوك وأطلب جنيهاً ذهباً على الدلو الواحد فكلمهم بذلك فصار كل من أراد دلواً أو دلوين أو ثلاثة يدفع القيمة لوكيل الفتى وهو كبير القافلة حتى استقوا جميعاً وأعطاه الرجل خمس رمانات هدية من عنده وقال له إذا أردت أن تخرج فقل : الثور الأسود غلب الثور الأبيض وأحذر أن تغلط وذهب هو والمرأتان .
وبعد ما انتهى الفتى من سقي القافلة رفع الدلو وبه الرمان وقال لكبير القافلة ضع الرمان مع باقي متاعي وعندما أراد أن يخرج نسى من شدة الفرح فقال : الثور الأبيض غلب الثور الأسود ولم يشعر إلا ومارد ويحمله ويرميه في آخر الدنيا .
وانتظر أهل القافلة طلوع الفتى دون جدوى ونادوا عليه في البئر ولكن ما من مجيب وأخيراً قطعوا الأمل من عودته وسافروا وأتموا الرحلة وعندما عادت القافلة إلى مقرها ذهب كبير القافلة إلى أم الفتى وزوجته وأخبرهما عن فقده وأعطاهما محصوله فأخذت الفتاة المال ورمت الرمانات الخمس في طاقة إحدى الحجر .
أما الفتى فقد أخذ يهيم على وجه الدنيا حتى وصل إلى مدينته ودخل على أمه وزوجته ففرحتا به غاية الفرح ومره سأل زوجته أين الرمان هدية رجل البئر قالت في الطاقة قال هاتي واحدة لنأكلها فلما كسرها ليأكلها وجدها متروسة بالجواهر التي تساوي كل واحدة منها خزنة مال ولا يوجد عند السلاطين مثلها ثم كسروا الرمانات الأربع الباقية فوجدوها متروسة بمثل ذلك فأخذ حفنة الجواهر وباعها عند الجواهرجية بثروة طائلة وقالت له زوجته : ابن لنا بيتاً كبيراً محاذياً لبيت أبي وزينه وأثثه وافرشه حتى يكون أحسن من بيت أبي في جميع أنحائه وأغرس بجانبه حدائق بساتين تفوق حدائق وبساتين أبي في جميع جوانبها ولما عمل كل ذلك سكن هو وزوجته وأم زوجته وولداه وقد رزق بولدين كأنهما لؤلؤتان بهذا البيت .
ومرة كان السلطان والوزير يمشيان بجانب بيت السلطان ورأى السلطان هذا البيت الذي يفوق بيته شكلا ومضموناً فقال لوزيره لمن هذا البيت الضخم الفخم قال الوزير هذا البيت لتاجر نزل حديثاً ولا ندري من أين أتى فقال أما كان الواجب أن نتعرف عليه ونعرفه ونهدي له هدية لنكسب وده قال الوزير إن الوقت لم يفت بعد قال السلطان : أذهب إليه عن أمري وأعزمه بعد أن تأخذ له هدية سنية قال الوزير سمعاً وطاعة وذهب ليقوم باللازم فأخذ هدية فاخرة ولما طرق الباب رأى من الخدم والحشم والزينة والفرس والأثاث والحدائق والبساتين ما خلب لبه وجعله يستصغر هديته ، ثم قدم الهدية للفتى وعزمه عن أمر السلطان فاستجاب لأمر العزيمة وقالت له زوجته بنت السلطان خذ لهم هدية تليق بالمقام وعزمهم فذهب للعزيمة وقدم الهدية وهي تفوق هدية السلطان بأضعاف الأضعاف ثم عزم السلطان وحاشيته وعند دخول السلطان لبته أخذه الذهول من حسن وفخامة ما رأى ولما مدت الموائد التي لم يملك مثلها السلاطين وأكلوا وشربوا ولذوا وطربوا .
وبعد ذلك أعطت بنت السلطان لولديها الصغيرين فنجان القهوة وقال لهما قولا له اشرب القهوة يا جدنا الذي رمي أمنا فدخل الطفلان وقدما الفنجان وقالا له العبارة ودخلت أمهما ورمت بنفسها بين أحضان والدها وبكت وبكى وقالت : هل صدقت في قولي كل شيء من امرأته قال : صدقت يا ابنتي .. ) | |
|
| |
بوعسكور مستشار إداري
عدد الرسائل : 200 العمر : 40 البلد : تاريخ التسجيل : 27/03/2008
| موضوع: رد: القصص الشعبية بين قصص ألف ليلة وليلة وقصص التراث العالمي السبت أبريل 12, 2008 1:02 pm | |
| قصة الرجل وصاحبه وامرأته الخائنة
تمهيد : هذه القصة عن الخيانة الزوجية ، ذكر الملعقة هنا وقد اشتهر أكل الملعقة منذ زمن قديم عند العرب وذكرت الكتب الأدبية ما يثبت ذلك لذلك فذكر الملعقة هنا ليس بالغريب ! وقصة الدولاب ذكرني بأحد قصص ألف ليلة وليلة عن مكر بعض النساء وهي زوجة أحد التجار عندما اعتقل عشيقها فأرادت أخراجه وتعرضت للسلطان وللوالي والوزير والقاضي ووعدوها بزيارتها فجاءوها جميعاً معاً فأدخلتهم في خزينة واحد بعد أن صنعتها في قصة طويلة راجعها إن أردت ..
وذكره للبر وأن الأرض شربت والموسم موسم أمطار يحكي ويمثل حياة المنطقة التي تروى بها القصة وقد يشمل هذا كثير من مناطق جزيرتنا العربية ..
وفي نهاية القصة يقول الزوج لزوجته ((جاء مطر كثر السمن الي كتيتوه وفيه برد كبر البيض اللي فقعتوه ولو ما تلحفنا بالخسفه اللي كبر القرص اللي سويتوه كان متنا مثل الديك اللي ذبحتوه )) وهذه المقطع يظهر لي أنه محفوظ ومتداول في أصل القصة فقد تختلف الرواية في سردها للقصة ولكن المقطع هنا يجب أن يحفظ ويسجل هكذا كما في كثير من بعض المقاطع في القصص التي روينها من قبل وكمثال قول البقيرة (( قرني ساطع قلبي حديده )) وأمثاله ...
****
قال الراوي :
(( من القصص القديمة أن رجلاً كانت له زوجة تأكل معه دائماً برأس الملعقة وعندما يسألها تقول أنا أقل شيء يكفيني ولكن المهم أن تتغذى أنت الرجل الذي يشقى ويتعب فأخبر صاحبه بذلك مادحاً له وطرباً لحبها وإخلاصها فقال له صديقه : إن زوجتك مصاحبه يعني لها صاحب فقال وكيف قال أنت إدع السفر وسترى صحة ما أقول .
واتفقا على أن يذكر لزوجته أنه سيذهب إلى البر حيث سمع أن له بلاداً شربت والموسم موسم أمطار فقد تنزل عليها أمطار أخرى ويدخله صاحبه في دولاب من الخشب يرى منه ما يجري أمامه على أن يمهد لذلك قبل سفره وهكذا حبكت القصة وفي الصباح اليوم الثاني قال لزوجته : أنا أريد السفر لأرى بلادنا الفلانية من اليوم وربما أقعد هناك يومين أو ثلاثة فجهزي لي الزاد وملابس شتويه فقد تنزل أمطار أخرى ، وعلى فكرة سيأتي صاحبي فلان بدولاب لحفظه عندنا ووضعه في مكان يكون دائماً تحت نظرك والأحسن أن يكون في المطبخ قالت له : مرحباً وعلى عيني وراسي ثم ودعها .
وذهب إلى دار صاحبه وصنعا الدولاب وأدخله فيه وحمله وجاء للبيت فنادي : يا فلان باسم صاحبه فقالت له : زوجي سافر قال : أنا وعدته إنني أحفظ عنده دولاباً لي لمدة يوم واحد قالت لقد أوصانا فأدخله في المطبخ فأدخله وخرج وبعد قليل سمع طرقاً على الباب وخرجت وفتحت الباب وجاءت ومعها رجل ويده في يدها قالت : أبشر فزوجي قد سافر قال : إلى أين قالت : إلى بلاد له بالبر وسيعود بعد يومين أو ثلاثة ، قال : عساه ما يعود ، قالت : أمين يارب العالمين ومن فمك لباب السماء ، ثم قالت : اجلس لنعمل لنا غذاء ونتهنى بالأكل ثم مسكت ديكا من الدجاج وأمرته بذبحه فذبحه وطبخته على النار وأحضرت بعض البيض وقلته بالسمن البلدي وعملت قرصاً من خبز الحنطة على جمر النار ووضعا كل ذلك وأخذا يأكلان بشهية ونهم وبعدما تغذيا وانبسطا خرج على أن يعود لها في صباح اليوم التالي .
وبعد المغرب جاء الصاحب وطرق الباب فقال : من الطارق قال : أنا فلان جئت أسترد الأمانة فقالت : أدخل وخذ أمانتك وسألها ألم يعد فلان قالت : لا لم يعد . ولما وصلا إلى بيت الصاحب سأله عما رأى قال : كل ما توقعته رأيته حقيقة وفي الصباح عاد الزوج إلى بيته فحيت به وأظهرت الفرح بقدومه وسألته هل جاءكم مطر قال : جاء مطر كثر السمن الي كتيتوه وفيه برد كبر البيض اللي فقعتوه ولو ما تلحفنا بالخسفه اللي كبر القرص اللي سويتوه كان متنا مثل الديك اللي ذبحتوه أخرجي من بيتي فأنت طالق ، وصدقت توقعات صديقه المخلص . )) | |
|
| |
بوعسكور مستشار إداري
عدد الرسائل : 200 العمر : 40 البلد : تاريخ التسجيل : 27/03/2008
| موضوع: رد: القصص الشعبية بين قصص ألف ليلة وليلة وقصص التراث العالمي السبت أبريل 12, 2008 1:03 pm | |
| 9- السعلية أم أصبع والعمى والحوس
ملاحظة على قصة جرادة : وجدت قصة الرجل الفقير وزوجته جرادة في كتاب ألكتروني اسمه ( قصص شعبية ) لصالح زيادنة ويظهر لي أنه أردني أو فلسطيني ! وهناك اختلاف طفيف في ترتيب الرواية وبعض أحداثها مثل بدلا من أن يصبح اللصوص ثلاثة كما في قصتنا يصبح هناك أربعين لص وطبعا يكون أكل الرمان بديلا عن ذبح الديك !!! هذا مع الاختلاف الطفيف في أحداث الرواية وترتيبها ..
___________
تمهيد : هذه قصة طريفه نوعا ما تتحدث عن أعمى ومقعد وموقف قومهم منهما عندما تهدد القبيلة أو الفريق سعلية تسمى أم أصبع .. قد تبين هذا القصة بعض من نظرة المجتمع للمقعدين السلبي وقد تظهر على أن ذلك المجتمع ينظر لهوؤلاء على أنهم عائق أمام الفريق أو القبيلة عند حدوث بعض المواقف الصعبة .. ورغم من نجاح وتغلب هذين على السعلية أ والغولة إلا أن هذا يظهر بطريقة أشبه ما تكون بالهزلية الذي يغلب عليها الإضحاك والاستطراف !! وكنت أعجب في نهاية القصة من أن تحلل السعلية أصبح علاج فما الداعي الذي يجعل هذه القبيلة أو هذا الفريق يقوم بدفن هذه السعلية في حفرة غويطة كما تذكر القصة !!!! قال الراوي :
(( حدثت أن سعلية ( الغولة ) يقال لها أم أصبع كانت تتنقل بين مضارب البادية فتأكل لحوم البشر وترعب الناس وسمع بها أهل فريق أنها قريبة من مساكنهم فخططوا للهرب من المكان إلى مكان آخر ولكن يوجد بالفريق أعمى وحوس ( مقعد ) وخافوا أن يفطنوا لهم عند الرحيل فيتبعونهم ويدلون السعلية عليهم فقرروا أن يهربوا في الليل والعمى والحوس نائمان وأخذوا على الكل ألا يفوهوا بالرحيل أمامهم .
وفي ذات ليلة مظلمة وبعد أن غط العمى والحوس في نوم عميق قلع أهل الفريق عن بكرة أبيهم خيامهم ومضاربهم بكل سكون وفي الصباح استيقظ العمى والحوس فلم يجدوا بالحي أحدا فعرفا أن الفريق بأجمعه قد رحل فقال الحوس : أحملني وأنا أدلك على الدري فتشايلا وتقاودا وفي الطريق قابلتهما امرأة فقالت : إلى أين . قالا : نمضي في أثر أهل الفريق الذين هربوا خوفاً من سعلية يقال لها أم أصبع زائد في راحتها ،. فمدت يدها لأحدهما وسلمت عليه وقالت : هكذا .
فلما علما أنها هي السعلية أم أصبع رمى العمى بالحوس وأخذ يشيل ويحط وأرض ترفعه وأرض تخفضه وشجرة تصدمه وشجرة يصدمها ، أما الحوس فقد بقى في مكانه يخبط بيديه فضحكت السعلية أم أصبع حتى ماتت من الضحك ولما طلعت الشمس وحمى النهار سال شحمها فأخذ منهالحوس ومسح رجليه فعافاه الله ومشى يبحث عن رفيقه الأعمى حتى وجده فبشره بموت السعلية وقال له : أنا تدهنت من شحمها فشفاني الله فامسح عينيك فعسى أن يرد الله عليك بالأبصار فمسح عينيه وأبصر بإذن الله واتجها نحو الفريق فلما رآهما أفراد الفريق قالوا : هذان العمى والحوس فردوهما عن دخول الفريق فقد تكون السعلية قادمة على أثرهما . فلما رأوهما سليمين وأعلموهما بالقصة ذهبوا معهما وتأكدوا من موت السعلية فحفروا لها حفرة غويطة ودفنوها فيها وأراح الله منها البلاد والعباد )) | |
|
| |
بوعسكور مستشار إداري
عدد الرسائل : 200 العمر : 40 البلد : تاريخ التسجيل : 27/03/2008
| موضوع: رد: القصص الشعبية بين قصص ألف ليلة وليلة وقصص التراث العالمي السبت أبريل 12, 2008 1:03 pm | |
| 10- قصة الإترنجات الثلاث
تمهيد : كنت أعجب ما معنى الإترنج حتى اعتقد أنه كلمة تركية أو ما شابه ذلك واعتقدت أنه عبارة عن بيضة أسطورية كبيضة الرخ في قصص السندباد وألف ليلة وليلة يتكون فيها وينمو فيها بعض النساء الساحرات الجمال ، فتبين لي أنه ثمر الإترنج أو الاترج المعروف وهو شبيه للبرتقال من ناحية الحجم ولكنه حامض اللون وإن كان يظهر لي أنه ذو خواص سحرية في هذه القصص ..
ويظهر لي أن قصة الإترنج أو اسطورتها ونمو كائن أنثوي فيها قصة متداولة ومشتهرة في القصص الشعبي فقد ذكر الجهيمان في قصصة قصة عن الإترنج وتكون الجنين فيها ولوا أن الكتاب ليس في متناولي الآن لذكرت موقع تلك القصة من الكتب [ في أي جزء وفي أي صفحة ] !!!
وفي مشهد الفتى مع الثلاث عجائز ما يتشابه تمام المشابه مع قصة الأخ مع العجائز الثلاث في قصة ( سلامة بن عافية ) التي سبق أن ذكرنا قصتها من قبل ..
قال الراوي : (( حكي أن أحد السلاطين واسعي الثراء والنفوذ لم يرزقه الله بولد فنذر لله نذراً أن رزقه بولد وكبر وشب أن يملأ بركة سمناً وبركة عسلاً لكل من هب ودب ، فرزقه الله بولد ولما كبر علمه العلوم والفروسية وألعاب السلاطين كالشطرنج والصولجان ، ثم قام بالوفاء بنذره فملأ بركة سمناً وملأ بركة عسلاً وأباحهما للناس فانتهبوهما . وجاءت عجوز في آخر الناس فبالكاد ملأت زجاجة من سمن وزجاجة من عسل ومضت عائدة إلى منزلها فقابلها ابن السلطان على فرسه وهو يتمرن على لعبة الصولجان فضرب الكرة بالصولجان فأصابت قارورتيها فكسرتهما وسال السمن والعسل منهما فقالت : لعلك ما تشوف الثلاث الإترنجات جزاء بما عملت بي فأخذها وملأ لها قارورتين أخريين بالسمن والعسل وقال : أخبريني بقصة الثلاث الإترنجات .
قالت : يا ولدي مالك وما لهن وأنا قلت هذا الكلام ساعة غضب . فألح عليها فقالت : الثلاث الإترنجات ثلاث بنات جميلات في بستان وطريقهن خطر وبه ثلاث سعليات عجائز أخوات فأذهب وجهز حالك للسفر وقبل أن تسافر تعال إلي لأخبرك بما تفعله .
فذهب وجهز له طعاماً وشراباً وجهز لحصانه علفاً وقال لأبيه وأمه : أريد أن أنفرد بنفسي وأذهب للصيد والقنص . وجاء للعجوز وقال : هاتي ما عندك يا جدة . قالت له : تجد في الطريق ثلاث سعليات عجائز يطحن [ تم تهذيب المشهد هنا ] فخذ من دقيق كل واحدة سفه [ تم تهذيب المشهد هنا ] وبادرهن بالسلام وهن يدلنك على الثلاث الإترنجات .
فخرج من عندها يرمح حصانه فوجد العجوز الأول فعمل معها كما أوصته العجوز ، قالت : والله لولا سلامك سبق كلامك كان لحمك ما يجي لي زقمة ودمك ما يجي لي جغمة وعظامك ما تمسوكني [ قلت : لم يتبين لي هذه الكلمة ويظهر أنها هكذا !! ] من جمعة إلى جمعة ، ولكن ماذا تريد . قال : أريد طريق الثلاث الإترنجات ، قالت : إن هذا الطريق محفوف بالمخاطر فأرجع أسلم لك . قال : إنني مصمم على الذهاب فأخبريني يا جدتي .
قالت : أذهب في طريقك هذا وست أختي وهي تلدك فذهب في الطريق ووجد العجوزين وعمل معهما كالعجوز الأولى ونصحتها بالعودة ولكنه رفض وأخيراً قالت له العجوز الأخيرة : هل ترى ذلك البستان ، قال : نعم ، قالت : أذهب إليه وأدخله وستجد أنواعا ً من الطيور والفاكهة وكل واحدة يقول لك خذني وأنا أسعدك فلا تلتفت لشيء من ذلك حتى تجد الثلاث الإترنجات وهن يدلنك على أرواحهنوإذا أخذتهن ورجعت فعرج على . فأجابها بالسمع والطاعة حتى وصل إلى البستان ونادته الفواكه والأطيار ولكنه ترك كل ذلك حتى وصل إلى الثلاث الإترنجات فحملهن بقفصهن وخرج من البستان ومر بالعجوز فهنأته بالسلامة وقالت له : لا تخرج الإترنجات الثلاث إلا عند جدول ماء عذب ، قال : وهو كذلك .
وانطلق عائداً فتاقت نفسه لرؤية الثلاث الإترنجات وأخرج واحدة منهن وكسر الغلاف فخرجت منه صبية كالبدر المنير وقالت : أسقني . فصب عليها نصف القربة التي يحملها معه على حصانه ولكنها شهقت وماتت . ومضى في دربه حتى تاقت نفسه إلى معرفة الثانية فأخرجها وأزاح عنها الغلاف فخرجت منه صبية كالأولى فصب عليها باقي ماء القربة فشهقت وماتت كسابقتها .
فواصل السير حتى وصل إلى سلطنة أبيه ودخل المدينة التي يقيم بها ونزل على جدول ماء عذب وفك الإترنجة الباقية من الثلاث وأزاح عنها عنها الغلاف فرلآها صبية باهرة الجمال وقالت : أسقني . فأنزلها داخل الجدول فشربت حتى ارتوت وقالت : استرني . فرمى عليها بعضاً منثيابه فاستترت به وأردفها خلفه على الفرس وسار بها حتى وصل إلى منزل والده وأنزل الصبية وأخبر والده ووالدته بقصته معها فرحب الأهل بها وألبسوها من فاخر الملبس وأحضر والده والقاضي وعقد له عليها وعاشا في سعادة وسرور وحبور )) | |
|
| |
بوعسكور مستشار إداري
عدد الرسائل : 200 العمر : 40 البلد : تاريخ التسجيل : 27/03/2008
| موضوع: رد: القصص الشعبية بين قصص ألف ليلة وليلة وقصص التراث العالمي السبت أبريل 12, 2008 1:04 pm | |
| 11- قصة الشاب والنسر والبنتان
التمهيد : هناك بعض التشابه في بعض مقاطع قصتنا هذه بالقصة التي ذكرناها من قبل وهي قصة (( قصة كل شيء من مراته )) [ هناك قصة في قصص الجهيمان تتشابه مع قصتنا التي ذكرنها سابقاً وإن لم تذكر مغامرات الزوج وهي في المجلد الثاني ص 351 ] ففي تلك القصة وبعد امتحان المارد : (( قال له إذا أردت أن تخرج فقل : الثور الأسود غلب الثور الأبيض وأحذر أن تغلط وذهب هو والمرأتان .
وبعد ما انتهى الفتى من سقي القافلة رفع الدلو وبه الرمان وقال لكبير القافلة ضع الرمان مع باقي متاعي وعندما أراد أن يخرج نسى من شدة الفرح فقال : الثور الأبيض غلب الثور الأسود ولم يشعر إلا ومارد ويحمله ويرميه في آخر الدنيا )) ، وفي قصتنا هذه ما يتشابه مع ما ذكرنا في تلك القصة وإن كان هذا قد خسف به إلى طبقات الأرض !!
أما حديث السعلي ذو الرؤوس السبعة وأنه لا يتم القضاء عليه إلا بضرب الرأس الصغير فقد ذكر عبد الكريم الجهيمان مثل هذا في قصة ( مزنه مع العفريت ) [ ج1 ص 195 ] وهي بالمناسبة تتشابه مع قصة سلامة بن عافيه بعض التشابه خاصة في قصة الباب الذي منعها من فتحه والذي فيه جثث ضحاياه فيقول الجهيمان في قصصه [ ج1 ص 205 ] على لسان مزنه وهي تحدث أخاها : (( .. وله سبعة رؤوس تبدأ برأس صغير .. ثم تتدرج الرؤوس الأكبر بعد الأاصغر إلى أن تنتهي بالرأس الكبير البارز على الرؤوس كلها .. وعليك إذا أردت قتله أن تضرب الرأس الصغير .. يعني أصغر الرؤوس .. ضربة واحدة فقط .. وإذا فعلت ذلك فإنه سوف يقول لك زد زاد الله في أيامك فلو ضربته ثانيه مع الرأس الصغير أو مع أحد الرؤوس الستة الباقية لعادت إليه الحياة .. ولكنه إذا قال لك زد زاد الله في أيامك فقل ما علمتني أمي الزوايد .. واتركه فإن ضربة واحدة على رأس الصغير كافية للقضاء عليه .. والقتل يجب أن يكون بذلك السيف المعلق في الحائط .. وأشارت إلى السيف حتى رأه وعلم بمكانه ... الخ )) !
وما ذكرناه أنفا من ما رواه عبد الكريم الجهيمان عن ضرب العفريت مره يوجد شبيه له في قصتنا هذا يقول الراوي (( فقال السعلي : رد لي ، قال : أمي ما ولدتني مرتين ، قال : افشحني ، قال : رجلي قصار ، قال اتفل علي ، قال ريقي ناشفه .)) وقد ذكرنا هذا مثل هذا من قبل في المقدمة كما بينا أن الجاحظ قد ذكر في الحيوان مثل هذا وقال ج6 ص 233 : (( الأعرابَ والعامّة تزعُم أن الغول إذا ضربت ضَربةً ماتت، إلاّ أن يُعيد عليها الضّارب قبل أن تقْضي ضربة أخرى، )) ويظهر لي أن هذا مشهور في القصص الشعبية بل قد شاهدت في أحد المسلسلات الكويتيه الصلال وهو يحكي قصة لسعد الفرج وغانم الصالح فذكر أن ابن السلطان ضرب الساحر بسيفه فقال الساحر له : رد لي ، فقال ابن السلطان : أمي ما ولدتني مرتين . مما يدل على انتشار هذه الأسطورة في القصص الشعبية واشتهار أمرها في كثير من المناطق !
أما قصة بلاد النهر مع السعلي وإرسال قربان من أجل التخلص من أذى ذلك السعلي فيشبه ذلك مع ما ذكره ابن بطوطة ( أنظر رحلة ابن بطوطة ص 584 ) في رحلته إلى المالديف ( ذيبة المهل ) حيث عانى ابناء تلك الجزيرة من عفريت من الجن وكانوا يبعثون جارية بكر يتم اختيارها بالقرعة ولم يخلصهم من هذا العفريت الذي يخرج إليهم من البحر إلا بعد أن قدم لهم مغربي اسمه أبو البركات البربري الذي خلصهم من هذا العفريت وكان ذلك سبب إسلام تلك الجزيرة كما يزعم ابن بطوطة .. | |
|
| |
بوعسكور مستشار إداري
عدد الرسائل : 200 العمر : 40 البلد : تاريخ التسجيل : 27/03/2008
| موضوع: رد: القصص الشعبية بين قصص ألف ليلة وليلة وقصص التراث العالمي السبت أبريل 12, 2008 1:04 pm | |
| الجزء الأول من قصة (( الشاب والنسر والبنتان ))
قال الراوي :
(( حدثت أن شاباً وله أم وإخوان استأذنوا أمهم في السفر للبحث عن المعيشة وكان الشاب على جانب عظيم من الشجاعة مما جعل أخواه يغتاظان منه ، ولما استأذنوا من أمهم خرجوا إلى الصحراء وقد انقطع عنهم الماء ورأوا بئراً فعرجوا عليها وأدلوا دلوهم ليستقوا فانقطع الدلو وزاد عليهم العطش فقال الأخ الشجاع أربطوني بالحبل وسأنزل جوف البئر فربطوه بحبل الدلو وأنزلوه ولما وصل إلى قاع البئر وجد به حجرة وبداخل الحجرة بنت تضاهي القمر وبجانبها شخص له سبعة رءوس ستة منها كبار وواحد صغير في النصف وهناك سيف بغمده معلق بركن الحجرة .
فقالت له البنت : إن من قطع الدلو هو هذا السعلي والآن قد نام وهو قد خطفني من أهلي واختفي بي في هذا البئر فأرجوك أن تقتله وتنقذني من شره وأكون زوجة وخادمة لك على طول الأبد ، فاستل سيفه وأراد أن يضربه فضحكت منه وقالت : إن سيفك لا يعمل به شيئاً ولا يقتله سوى سيفه ومقتله في ضربه بسيفه على الرأس الصغير وإذا قال لك رد لي قل له أمي ما ولدتني مرتين وإذا قال لك افشحني قل له رجلي قصار وإذا قال لك تفل علي قل له ريقي ناشفه فإنك إذا عملت شيئاً مما يأمرك به فإنه يعود حياً ويقتلك وسيفه يسل على ثلاث مراحل وفي كل مرة يرن ولكن أنا سأتصرف في كل هذا .
فدنا من السيف وسله سلة واحدة فرن وقال ( السعلي ) : ما هذا . قالت : دملجي انكسر ، قال : يعيش راسي وأحضر لك غيره . ورن في السلة الثانية فقال : ما هذا ، قالت : خلخالي انكسر . قال يعيش راسي وأحضر لك غيره ثم سله السلة الأخيرة .فرن وقال السعلي : ما هذا . قالت طوقي انكسر ، قال : يعيش راسي وأحضر لك غيره . فضربه الفتى الشجاع على رأسه الصغير فقال السعلي : رد لي ، قال : أمي ما ولدتني مرتين ، قال : افشحني ، قال : رجلي قصار ، قال اتفل علي ، قال ريقي ناشفه .
فمات السعلي ودلته البنت على كنوز فربط الدلو وأسقى أخويه ثم أخبرهم بقصة الكنز والبنت وقال لهم إن المال بيننا الثلاثة والبنت فقد عاهدتني على أن تكون زوجة لي فسكت أخواه على مضض وملأ الدلو من المال وجذبوه وهكذا حتى نزح جميع المال ثم ربط البنت بجبل الدلو ليجذبوها إلى الأعلى فأعطته فردة من الأسورة التي تلبسها في يدها وقالت له لو غدر به أخواك ولم يخرجاك فقل الثور الأسود غلب الثور الأبيض فتخرج على وجه الأرض في الحال وأحذر من الخطأ .
ولما أخرجها اخواه من البئر رميا عليه الحبل وقالا له مت هنا أيها الفتى الشجاع وتقاسما المال مناصفة واختلفا عند البنت أيهما يأخذها ولما عادا إلى أمهما أخبراها بأنهما حصلا على هذا المال بجهدهما أما أخوهما فقد فصل عنهما في الطريق ولا يدريان إلى أين ذهب وهددا البنت بالقتل إن قالت شيئاً ، ولما طلب كل واحد منهما يدها أخرجت فردة الأسورة الباقية معها وقالت : من أتاني بفردة هذه الأسورة فهو زوجي .. )) | |
|
| |
بوعسكور مستشار إداري
عدد الرسائل : 200 العمر : 40 البلد : تاريخ التسجيل : 27/03/2008
| موضوع: رد: القصص الشعبية بين قصص ألف ليلة وليلة وقصص التراث العالمي السبت أبريل 12, 2008 1:05 pm | |
| الجزء الثاني من قصة الشاب والنسر والبنتان
قال الراوي :
(( واما الفتى الشجاع فإنهما لما رميا عليه الحبل وقالا له ما قالا قال : الثور الأبيض غلب الثور الأسود ، ولم يشعر إلا وهو تحت طبقات الأرض فمشى قليلاً ورأى ثعباناً متسلقاً يريد أن يأكل أفراخ النسر والنسر يحاول عبثاً أن يفتك أفراخه دون جدوى فاستل الفتى الشجاع سيفه الذي اكتسبه من السعلي وقد ذهبت عنه ظاهرة الرنان بقتل صاحبه وضرب الثعبان بالسيف فقسمه قسمين فرفرف عليه النسر وأظهر من الود والحنان ما لا غاية بعده .
قال الراوي : ومضى الفتى الشجاع في طريقه فوجد نهراً وعليه فتاه تجلس على شاطئ حزينة فسألها عن أمرها ، قالت : أنا بنت سلطان هذه البلاد وزراعة بلادنا قائمة على هذا النهر ويوجد سعلي يستولي على النهر وفي رأس كل سنة يقدم له أهل البلد بنتاً بالقرعة فيأكلها ويجري النهر وإذا ما قدمت له هذه البنت يوقف مجرى النهر عنا فتموت مزارعنا وفي هذه السنة وقعت القرعة علي وقدموني أهلي قرباناً له وهو سيأتي إلى الآن ويأكلني ويجري النهر .
وفيما هي تحدثه أقبل السعلي فقالت : ها هو السعلي قد أتى ، فلما دنى منهما حمل الفتى الشجاع عليه وضربه بسيفه ضربه هائلة على عاتقه أخرجه يلمع ما بين علائقه .
وذهبت الفتاة تجري إلى أهلها فرشقوها بالحجارة خوفاص من أن تكون هاربة من السعلي وهو وراءها فيأكلهم جميعاً ولكنها قالت : لقد أنقذني فتى شجاع وقتل السعلي وهو هناك على البئر .
فذهبوا اليه بتخوف ولما رأوا السعلي قتيلاً فرحوا وسألوا الفتى عن قصته فأخبرهم بكل ما مر عليه ونهضوا معه في أمر إعادته إلى بلده وقال النسر : أنا أوصله إلى بلده ولكن زودوني بكفايتي من اللحم فذبحوا له ذبيحة من الغنم وقسموها له سبعة أقسام ثم حمله النسر على ظهره وطار به في الجو وكلما التفت إليه ناوله قسماً من اللحم وقبل المرحلة الأخيرة نفد اللحم فالتفت النسر إلى الفتى فقطع له الفتى بعضاً من فخذه فرأى النسر اللحم حاراً فلم يأكله وضغط عليه بين أسنانه ولما وصل إلى بلدته أنزله ومضى . ولما رآه يعرج في مشيته عاد إليه ورأى مكان اللحم المقطوع من فخذه فأعاده إلى موضعه ومسح عليه فعاد كما كان .
قال الراوي : ووصل الفتى إلى بيت أمه وقد تغير كثيراً فأعلن عن نفسه وقالت الفتاة : إن كنت صاحبي في البئر فاخرج فردة هذه الأسورة فأخرجها من جيبه فتأكد لهم أنه هو وأحضر أخويه وقد أضاعا كل ما بيديهما فقسم كل ما جاء به من بلاد سلطان أرض النهر وما أعطاه النسر بينهم أثلاثا وقال : عفا الله عما سلف . وتزوج بالفتاة وأكرم أمه وعاشوا جمسع في أحسن حال وأهدأ بال )) | |
|
| |
بوعسكور مستشار إداري
عدد الرسائل : 200 العمر : 40 البلد : تاريخ التسجيل : 27/03/2008
| موضوع: رد: القصص الشعبية بين قصص ألف ليلة وليلة وقصص التراث العالمي السبت أبريل 12, 2008 1:05 pm | |
| الأساطير الشعبية بين النهل والاقتباس والابتكار !
(( كطالب قرن جدعت أذنه ))
اشتهر هذا المثل عند عرب الجاهلية وذكروا في أدبهم القصصي سبب تولد وسبب هذا المثل فقالوا كما يذكر الميداني في مجمع أمثاله [ كتاب إلكتروني ] :
(( كطالب القرن جدعت أذنه العرب تقول: ذهب النعام يطلب قرناً فجدعت أذنه، ولذلك يقال له: مصلم الأذنين وفيه يقول الشاعر: مثل النعامة كانت وهي سائمة ... أذناء حتى زهاها الحبن والجبن جاءت لتشري قرناً أو تعوضه ... والدهر فيه رباح البيع والغبن فقيل أذناك ظلم ثمت اصطلمت ... إلى الصماخ فلا قرن ولا أذن
ويقال: طالب القرن الحمار. قال الشاعر: كمثل حمار كان للقرن طالباً ... فآب بلا أذن وليس له قرن يضرب في طلب الأمر يؤدي بصاحبه إلى تلف النفس. ))
الطريف في الأمر أن هذا المثل وقصته كان معروف ومشتهر لدى السومريين والعبرانيين واليونانيين ، يقول إحسان عباس في كتابه ملامح يونانية في الأدب العربي [ كتاب إلكتروني ] : (( قصة الحيوان الذي ذهب يطلب قرنين فعاد مجدوع الأذنين: هذا الحيوان في الأمثال والخرافات السومرية هو الثعلب ، وفي الأمثال العبرية هو الجمل ، وكذلك هو عند إيسوب ، أما في الأمثال العربية فيقال إنه الحمار ولكن الأشهر أنه الظليم (أو النعامة)، وقد جرى المثل العربي على إسقاط اسم الحيوان المقصود ؟عمدا فيما يظن - فجاء على هذه الصورة: " كطالب القرن، جدعت أذنه " ، ولكن الظليم ؟أو النعامة - قد ذكر في الشعر القديم ، وإطلاق المثل على الظليم أنسب لأنه يوصف بأنه " أصلم " ؟أي مقطوع الأذنين - كما أن اسمه قد يدل على ما لحق به من ظلم حين قطعت أذناه ، وحين يذكر الثعلب أو الحمار في هذا المثل فإن ذلك لا يقصد إلى تعليل خاصة فيزيولوجية ثابتة وإنما يشير إلى حادثة بعينها. أما أين ذهب ذلك الحيوان، فأمر تتجاهله الرواية العبرية والعربية بينا تنص عليه الروايتان السومرية واليونانية، فهو في الأولى قد ذهب إلى إنليل وفي الثانية إلى زوس (Zeus). ويبدو أن نقله إلى خرافات إيسوب قد تم عن السومرية والعبرية، بعد أن أجري التحوير الضروري المطلوب عليه، ولكن من الصعب أن نجد تفسيرا لتغيير الثعلب السومري وجعله جملا في خرافات العبرانيين واليونانيين، إلا أن يكون صغر أذني الجمل بالنسبة لجسمه هو السبب في ذلك. وترد الخرافة في كليلة ودمنة عن الحمار ، وهي هناك حافلة بتفصيلات لا نجدها في أية رواية من الروايات الأخرى سواء أكانت سومرية أو يونانية أو عربية. ويدخل فيها عنصر الأيل الذي رآه الحمار وهو يشرب فأعجب بقرونه وأحب أن يكون له مثلها، وظل يتحين الفرصة حتى ذهب إلى الدار التي يعيش فيها الأيل، وخاطبه فلم يستطع أن يفهم لغة الحمير، وضاق صاحب الأيل به ذرعا فضربه، فارتد إليه الحمار فكدمه، فعندئذ عمد الأيل إلى أذني الحمار فجدعهما. وأغلب الظن أن الأيل هنا تحريف عن " انليل " ، والا فليس في المألوف أن يكون الأيل مما يدجن ويأخذه صاحبه إلى الماء ليسقيه. وربما كان حلول الحمار محل الظليم ؟أو النعامة - في الشعر العربي من تأثير كليلة ودمنة، إذ نجد الإشارة إلى ذلك في شعر محدث، فقد نسب إلى بشار قوله: فصرت كالعير غدا طالبا ... قرنا فلم يرجع بأذنين ومثله قول الآخر: ذهب الحمار ليستعير لنفسه ... قرنا فآب وما له أذنان وقول ثالث: كمثل حمار كان للقرن طالبا ... فآب بلا أذن وليس له قرن ))
وإحسان عباس لا يكتفي بهذا بل يذكر في كتابه سالف الذكر أيضاً مثلاً أخر أو قصة أخرى وهي : ((قصة البعوضة (أو الذبابة) التي حطت على ثور (أو فيل) ثم قالت له: استمسك كيما أطير: وجدت هذه الخرافة في مجموعة أمثال أشورية نسخت سنة 716 ق.م. عن نسخة أقدم ، وقد وردت كذلك خرافات إيسوب ، ولم أعثر عليها منسوبة إلى الجاهلية، ولكن لابد أن تكون قد عرفت في دور مبكر قبل نهاية القرن الثاني الهجري، فقد وردت في رسالة بعث بها إبراهيم بن الأغلب (196/811) إلى خريش بن عبد الرحمن الكندي يقول فيها: " أما بعد فإن مثلك مثل البعوضة التي قالت للنخلة إذ سقطت عليها استمسكي فإني أريد الطيران، فقالت النخلة: ما شعرت بسقوطك فيكربني طيرانك " ، وبوضع " النخلة " بدل " الثور " أو " الفيل " يتحاشى ضارب المثل تشبيه نفسه بالحيوان، ومن الطريف أن هذا المثل ظل يحتفظ بصورته هذه في الأمثال العربية العامية حتى وقت متأخر، فقد عده الابشيهي من أمثال النساء، ونصه: " باتت ناموسة على جميزة، قالت: صبحك الله بالخير، قالت: مين دري بك قبله )) ..
ولو كانت هذا التشابه بين العرب ومن سبقهم ولحقهم في ضرب الأمثال لهان الأمر واعتبرنا أن هذا مجرد توارد في الأفكار ولضربنا الكثير من الأمثلة في هذا الجانب في تشابه الأمثال وتقاربها بين أمم الأرض – أطلعت على كتاب يتحدث فيها عن حكم احيقار الأشوري والذي يزعم البعض أنه لقمان الحكيم ويذكر مؤلف الكتاب بعض أمثاله ثم يضرب ما يشابهها من الأمثال اللبنانية الدارجة – لكن الإشكاليه أن هذه الأمثال تتشابه كثيراً في عنونها وفي رواية قصتها مما يدل على أن عرب الجاهلية قد نهلوا كثيرا من أساطير الأمم المعاصرة لهم والاقدم منهم ..
ومما يؤكد ذلك ما ذكرناه من قبل في قصة حمامة نوح التي هي مذكورة في أساطير البابليين وعرفت عند العبرانيين وسجلت في التوراة وقد أضاف إليها العرب أيضا من بعض ما لديهم من الابتكار وهذا ليس بغريب على القصص والأساطير الروائية فهو جزء من صفاتها ومميزاتها ..
ومثال لذلك لدى العرب ، قصة الهامة عند عرب الجاهلية يقول المسعودي في مروج الذهب : (( وطائفة منهم تزعمِ أنه - النفس طائر ينبسط في جسم الإِنسان، فإذا مات أو قتل لم ينزل مطيفاَ به متصوراً إليه في صورة طائر يصرخ على قبره مستوحشاً، وفي ذلك يقول بعض الشعراء وذكر أصحاب الفيل:
سلط الطير و المنون عليهم ... فلهم في صدَىَ المقابر هَام
لأن هذا الطائر يسمونه الهام، والواحدةِ هامة، وجاء الإسلام وهم على ذلك حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم " لا هَاَمَ ولا صَفَر " . ويزعمون أنَّ هذا الطائر يكون صغيراً، ثم يكبر حتى يصير كضرب من البوم وهي أبداً تتوحش وتَصْدَع، وتوجد أبداً في الديار المعطلة والنواويس، وحيث مصارع القتلى وأجداث الموتى. )) .
وإن أطلعت على هذا قطعاً سيذكرك بما نراه في الأفلام الأمريكية من قصة أرواح المقتولين التي لا ترتاح إلا بعد إن تنتقم من قاتلها بقتله أو كشف جريمته ..
بل حتى الأدب الشعبي نهل من القصص العربية القديمة وخير مثال ما ذكرناه من قبل عن قصة بر الهدهد بأمه حتى دفنها أعلى رأسه كما تذكر قصص العامة عند الإعراب والعرب كما يذكر الجاحظ وفي القصص الشعبية ما يشبه ذلك حتى وصفوا الهدهد بأبي قابر وعرف عنه أنه يدفن والديه في أعلى رأسه كما يذكر البعض في قصصهم الشعبية ..
بل إن بعض القصص الشعبية تتشابه كثير في الشخصيات الخرافية حتى لا تعجب من تطابق بعض الشخصيات الخرافية وتشابهها رغم أن قصة الأساطير تختلف ومثال ذلك قصة السعلي أو العفريت الذي بسبعة رؤوس – عرف التنين مثل هذا - والذي لا يتم قتله إلا بسيفه المعلق ولا يتم قتله إلا في رأسه الاصغر على أن لا تعيد الضرب عليه مرة أخرى ، وقد ذكرناها من قبل في قصة ( الشاب والنسر والبنتان ) وهي – أقصد هذه الشخصية الأسطورية – مذكورة عند الجهيمان في كتاب ( أساطير شعبية ) في قصة ( مزنة مع العفريت ) ج1 ص 205 على الرغم من الاختلاف الكامل في القصة وعلى الرغم أن هذه الشخصية الأسطورية غير مشهورة ولا متداولة لدى الكثير منا ، وقد يدل على أن هذه الشخصية كانت مشهورة ومتعارف عليها لدى العامة منذ فترة طويلة من الزمن ( مائة سنة أو أكثر ) وإن لم تستطع البقاء في الذاكرة الشعبية حتى زماننا أو لم تلقى ذلك الأشتهار الذي عرفت به بعض الشخصيات الأسطورية كالدجيرة مثلا والتي لا زالت شخصية متعارفة حتى زماننا هذا ومتداولة من حيث الشهرة ..
وبالمناسبة فالدجيرة تشبه شخصيتها مع قصة الغول أو الغولة ذات كراع الحمار والتي ذكرها الجاحظ في الحيوان وقد ذكرنا ذلك من قبل وهي مشتهرة في كثير من مناطق العالم العربي وإن اختلفت مواصفاتها فلدينا في منطقتنا يزعم البعض أن لكي تقضي على ضحيتها فإنها تقوم بدغدغته حتى الموت بينما قرأت في بعض مواقع النت هذه المعلومات عن النت يقول كاتبها :
((هي كما ورد في القصص والكتب والمراجع انها من الجن الحسان تخصصت في مداعبة شبان البلد ولمن يتأخر عن منزله لما بعد منتصف الليل وقيل انها متمردة خرجت على والديها ونذرت نفسها لغواية الشباب وهي تبحث عن شاب من الانس لتتزوج منه ))
ومما يشبه هذا الصنع أسطورة ( النداهة ) و هي كائن أسطوري أشبه بالجن معروفة في مصر وهي على شكل امرأة طويلة تمشي بين البيوت وتنادي على الأطفال فيستجيبون لها ويستيقظون من نومهم لكي يتبعوها لترمي بهم في النيل . كما من ميزاتها أنها تتشكل على كل شكل كالغولة وإذا رأت فلاح فهي تتشكل على شكل حمار لكي يرتقي علي فترمي به لتكسر رجله وتتضاحك من ذلك [ راجع كتاب عاشوا في حياتي ص 31 لأنيس منصور ] ..
ومن القصص المتشابه في التراث الشعبي ما ذكرناه في قصة (( الشاب والنسر والبنتان )) وما حدث له مع النسر عندما حمله وأطعمه من الطعام الذي خصص له وعندما نفذ قطع جزء من عضده ليأكله النسر ليكمل مسيرته ، وقد قرأت ما يشبه هذا في قصص الجهيمان وأساطيره وهي في قصة ( الانسي الذي حاكمه الجن ) [ ج1 / ص 274 ] فبعد براءة الإنسي بعد محاكمته من الجن حملوه على وحش شرس فسار به الطبقات السبع وكان الجن قد خصصوا بعض الطعام لكي يطعم الوحش في مراحل سفره السبع ومن الفرح أعطاه قطعتين في احد المراحل وفي الطبقة السادسة التفت الوحش إليه طالباً الطعام فقال له انه نفد فقال له الوحش : (( من زندك وإلا مت )) التي أصبحت مثلاً ، فقطع قطعة من عضده وأعطاها الوحش يتخلص منه ...
وليس ذكري لهذه القصص إلا لضرب الأمثال عن التشابه الذي يحدث في القصص الشعبية والأسطورية والذي تحتار بعدها كيف ظهرت ونمت تلك القصص الشعبية والأسطورية ؟! وهل هذه القصص متوالدة من البيئة التي خرجت منها ؟! وأن سبب تشابهاه هو توارد الخواطر وتشابه النظرة للأشياء ؟ أما أنها نتاج تأثر وامتزاج بين قصص وشعوب العالم المختلفة ؟! | |
|
| |
بوعسكور مستشار إداري
عدد الرسائل : 200 العمر : 40 البلد : تاريخ التسجيل : 27/03/2008
| موضوع: رد: القصص الشعبية بين قصص ألف ليلة وليلة وقصص التراث العالمي السبت أبريل 12, 2008 1:05 pm | |
| قصتان في الفروسية
تمهيد : هذه قصتين عن الفروسية والشجاعة عند أجدادنا وهي تشبه قصص الفروسية التي نعرفها عن العرب في جزيرة العرب .. القصة الأولى اسمها (( قصة الفتى الفارس )) والقصة الثانية (( الفارس أبو حمد )) وهي تتشابه من ناحية الأحداث وإن اختلفت بعض الشيء ففي القصة الأولى تتحدث عن بطلنا الفارس الذي غادر والده وزوجة والده بعد أن عاني من معاملتها السيئة ليعيش في حي من العرب ، ثم للتعرض هذه القبيلة لهجوم أعداءها فيظهر هذا الفارس شجاعته فيكون ذلك سبب تزوجه من ابنة رئيس القبيلة .
وهذا ما يحدث أيضا في القصة الثانية لبطلنا أبو حمد وإن اختلف سبب انتقال بطلنا هذا حيث تصبح الدية هي السبب في هجران أبو حمد إلى أحد القبائل ، وينجح في تخليص ركائب شيخ القبيلة ويكن سبب في دفع الشيخ لدية بطلنا ثم زواجه من أبنت شيخ القبيلة ..
وإن اختلفت القصة في بعض التفاصيل فقصة بطلنا في الأول يظهر شجاعته منذ البدأ بينما أبو حمد يظهر تمسكنه في البدء حتى يخلص ركائب شيخ القبيلة ولا يظهر شخصيته إلا ببعض العلامات وهذا ما ستراه في القصة ..
والقصتان تتشابه تماماً مع قصة ذكرها الجهيمان في كتابه أساطير شعبية وهي قصة (( محماس ووفرسه السحرية )) [ ج5 ص 207 )) وتتشابه قصة محماس في الجزء الأول مع القصة الأولى ( قصة الفتى الفارس ) وإن كان غضب زوجة أبيه بسبب حبها لأبنائها من أبيه مما جعلها تحاول التخلص من محماس ولا ينجده إلا فرسه العجيبة الملاك في شكل فرس ! التي تنجيه من محاولات قتله باسم من زوجة أخته !!
كما تتشابه قصة محماس مع قصة أبو حمد عند انتقاله إلى بلدة ( بدل القبيلة ) التى سكنها خاصة مع إخفاء نفسه على شكل درويش أو مسكين وإن اختلفت تفاصيل كشف شخصية محماس حيث يكون للأمير ( بدلا من الشيخ ) دور في هذا حينما قام بجرح ذلك الفارس المجهول ( محماس ) عند مشاهدته لبطولاته برميه برمح بعد أن حاول الفرار من موقعة المعركة خوفاً من كشف شخصه ، وهكذا يكون الجرح سبب لمعرفة محماس ..
غير أنه بدلا من أن يرغب الامير في تزويج ابنته بمحماس يرفض هذا بعد أن رغبت أبنت الأمير من الزواج من محماس إلا أن البنت تصمم على ذلك فيعاقبها بإن يزوجها بمحماس ويتم الزواج في حظيرة والتي تحولها فرس العجيبة والتي استدعها بمسح خاتم أعطته تلك الفرس عند الحاجة لتحوله إلى قصر رائع الجمال في ما طاب ولذ من الأكل والشرب ، فيكتشف الأمير ذلك ويعجب من محماس ويقربه ويعلم بقصته ويثق به حتى يبلغ منزلة عاليه عنده حتى يتوفى الأمير فيخلفه محماس في الإمارة ثم يعود إلى أهله ( أبوه وزوجة أبوه وأخوته ويرىحالة الفقر التي يعيشونها فينقلهم إلى بلده ويعيشون في هنا وصفاء ) وتنتهي هذه القصة ..
وقصة الفرس هذه تشبه قصة فرس دويدة وهي موجودة لدى الجهيمان باسم جوزاء في قصة ( حصان أخوي خضير ) [ ج1 ص 17 ] الذي هو (( جني في شكل حصان )) ويظهر أن الفرس أو الحصان قد عرف ببعض هذه المواصفات في كثير من أساطير الامم الاخرى فقد اشتهر الفرس المجنح في الأساطير اليونانية القديمة ، كما ذكر في قصص ألف ليلة وليلة قصة الفرس الطائر في قصة الحمال والثلاث بنات في حديث الصعلوك الثالث :
((ورأيت بابا فقلت في نفسي ما الذي في هذا المكان، فلابد أن أفتحه وأنظر ما فيه ثم فتحته فوجدت فيه فرسا مسرجا ملحما مربوطا ففككته وركبته فطار بي إلى حطني على سطح وأنزلني وضربني بذيله فأتلف عيني وفر مني ))
كما ذكر في قصة سندباد في ألف ليلة وليلة عن حصان من خيول البحر ويكون سبب لإنتاج مهرة تساوي خزانة مال !! | |
|
| |
بوعسكور مستشار إداري
عدد الرسائل : 200 العمر : 40 البلد : تاريخ التسجيل : 27/03/2008
| موضوع: رد: القصص الشعبية بين قصص ألف ليلة وليلة وقصص التراث العالمي السبت أبريل 12, 2008 1:06 pm | |
| - قصة الفتى الفارس
قال الراوي :
(( بلغني يا سادة يا كرام أنه كان هناك فتى قد مارس الفروسية ومارسته وعركها وعركته وكان له أب وزوجة أب وكانت زوجة أبيه تحرض عليه والده دائماً فيسبه ويشتمه ويسكت الفتى على مضض وقد لاحظ أن زوجة أبيه لها صاحب يجتمع معها في أوقات غياب والده ولاحظت هي وصاحبها أنه قد أحس بها فوضعا له السم في الطعام مرة وفي الماء مرة أخرى بقصد الخلاص منه ولكنه فطن لكل ذلك فرفض تناوله وأراد أن ينقل الخبر إلى آذان والده ولكنه عرف أن والده لا يخرج عن طوع زوجته وخشى أن تفهم والده أنها وشاية كاذبة منه لأنه يكرهها من أجل حبها لوالده كما تزعم له ذلك دائماً .
ولما لم يتحمل ذلك هام على وجهه في البر والصحراء فرأى فريقاً من البدو فمر بهم وعرضوا عليه العمل فعمل معهم وكان للرجل الذي عمل عنده ( مولى ) وكان المولى يفخر بشجاعته وفروسيته ويعدونه فارس الفريق .
وذات يوم غزت الفريق قبيلة من العدو بقيادة أحد فرسان العرب المعروفين بالشجاعة والفروسية وورد الصريخ للفريق من الرعيان بأن قوماً هجموا على الإبل والحلال فانتدب الناس للفزعة ولما خلا الحي من الناس أخذ الفتى حصاناً من خيل معزبه واختار سلاحاً من أسلحته وغير هيئته وحمل على القوم الغازين وعمل فيهم الهوائل .
واستغرب الناس من هذا الفارس فانهزم الأعداء ولحق بفارس القوم وقتله وقطع رأسه وترك الرأس في ساحة المعركة واقتطع اللسان منه وحمله معه .
وأتى المولى فرأى الرأس مقطوعاً فحمله على رأس رمحه وآتى به إلى مضارب الفريق وقدمه إلى عمه وهو شيخ الفريق وقال : لقد قتلت الفارس فلاناً وهذا رأسه فأثنى عليه الجميع ، وقال الفتى: أفتح فمه يا أبا الفوارس ففتح فمه . قال الفتى : هل رأيت شيئاً ، قال المولى : لا .
قال الفتى : وأين لسانه فنظر المولى وقال : الظاهر أنه بغير لسان فهو لم يتكلم عندما قتلته .
فضحك الحاضرين ورمى الفتى باللسان ، فقال الحاضرون : وهل أنت قتلته ، قال الفتى : نعم .
وخجل المولى فعرض الشيخ على الفتى الزواج من ابنته والبقاء عندهم فقبل ذلك وبقى هو فارس القبيلة المغوار وحامي الحلال والديار . )) | |
|
| |
بوعسكور مستشار إداري
عدد الرسائل : 200 العمر : 40 البلد : تاريخ التسجيل : 27/03/2008
| موضوع: رد: القصص الشعبية بين قصص ألف ليلة وليلة وقصص التراث العالمي السبت أبريل 12, 2008 1:06 pm | |
| - قصة الفارس أبو حمد
تمهيد : في الرواية بعض الاضطراب ملاحظ في حديث الراوية في بداية الأمر وفي حديثه عن مشاهدة بنت الشيخ لبطلنا وعرفت شخصه رغم أنه جهلت سبب طلبه للحناء ، الطريف في الأمر أنه وفي قصة محماس شاهدت البنت محماس وأعجبت بشجاعته وكان ذلك سبب في إصرارها على الزواج منه ...
أما الأبيات التي رواها الراوي فيظهر لي أنها من وضع راويتنا وإن كانت الراوية تذكر بث البطل والبطلة بعض الأبيات وإن كانت لم تحفظ .
وهنا يجب أن أوضح أني لا أعرف في الشعر شيء لذا جرى التنبيه أنه إن كان هناك من خطا في الوزن أو اللفظ فهو نتاج عدم إلمامي بالشعر وخطاي في قراءة الأبيات ..
قال الراوي :
(( قال الصديق قال صديقي ، قال الراوي وقال أمي رحمها الله يحكى أن وتضاربت أقوال الطرفين وربطت بينها رابطا منطقياً والقصة تتلخص في أن رجلاً فارساً حكمت عليه الظروف أن يغرم دية وحدد له عامان لدفعها ولم يكن لديه منها شروى نقير فامتطى حصانه وتنكب ساحه وفرج ليترفد أو يعمل عند بعض الناس ليجمع هذه الدية ومشى في طريقه فرأى فريقاً من البدو ويتوسطهم بيت كبير فخرج بحصانه إلى موضع وعمل له مخبأ واخفى سلاحه بهذا المخباً وغير ملابسه بملابس خلقة مهلهلة ومر بالفريق ( القوم ) وقصد البيت الكبير وهو في هيئة رجل ضيف أبله ونادى يا أخل البيت فخرج له أحد أبناء صاحب البيت وأدخله إلى مجلس الرجال وقدم له الماء والقهوة والطعام ولم حضر صاحب البيت وهو عقيد الفريق ورأى هيئته الزرية اشفق عليه وشغله لديه يعد القهوة ويساعد البنات في الحطب وجلب الماء وطحن الحب على الرحى وكان كل النساء والبنات والرجال يسخرون منه ولكن بنت شيخ الفريق الفتاة الجميلة ترى فيه مخايل الشجاعة وعراية الأصل والمحتد خاصة عندما لاحظت حركة رجله عندما يضععها بجانب رجلها وهي تغني أهازيج الحرب والبطولة وكان في ضحى ومغرب كل يوم يخطف رجله فيصل إلى مخبأ حصانه فيعطيه العلف والماء ويخرجه فيركبه وينطلق به دون أن يحس به أحد وعندما تسأله بنت صاحب البيت عن سر غيابه يقول إنه يخرج وينفرد بنفسه ليطرد عنه الملل .
وفي يوم عمل الشيخ سباقاً للخيل وميداناً فسيحاً للفروسية حضرهما كل شباب الحي ولما عرض عليه الشيخ الذهاب معهم لمشاهدة المهرجان قال : أنا سأبقى بالفريق وأحمي النساء . فضحك منه الشيخ والرجال والنساء وقال الشباب : أتركوا الأبله الجبان .
وذات يوم غزاهم قوم ونهبوا جميع ركائب الشيخ التي كانت ترعى مع الرعيان وجاء الرعيان يتصايحون فقال الشيخ : الذي يرد الركائب أزوجه ابنتي فلانه ، وفزع الرجال والشباب ولكن دون جدوى ورآها الرجل الغريب فرصة لعمل شيء قد يجني من ورائه مساعدته في دفع الدية فانسل وذهب إلى حصانه فأخرجه وامتطاه وتنكب سلاحه وذهب من وراء القوم الغزاة وقال لهم : ردوا ما بأيديكم فضحكوا منه فحمل عليهم وجندل جملة منهم ثم حمل حملة أخرى ففروا وتركوا ركائب الشيخ فأتى إليها وجمع أرسانها وربطها مع بعضها ثم جمعها كلها ووضعها تحت صخرة كبيرة حملها لهذا الغرض وكان قد مر ببنت عمه صاحبة البيت فوجدها تحني يديها ورجليها فأخذ بعضاً من الحناء ولما سألته عن الغرض من أخذ هذه الحناء قال وهو يظهر التألم لأحني بها يدي التي تجرحت من جذب دلاء الماء فضحكت منه ولكنه وضع الحناء في كفه ثم خبط به في فخذ إحدى الركائب حتى ارتسم كفه على الفخذ ومضى .
وجاء البشير بأن الركائب عادت وهي مربوطة بأرسانها في صخرة كبيرة فجاء الشيخ ومعه الرجال إلى مكان الركائب ورأى رسم الكف بفخذ الذلول وادعى كل شخص من الشباب آنه هو الذي رد الركائب ليخطب بنت الشيخ وكل من ادعى ذلك جعله الشيخ يضع كفه على الرسم فلا توافق الكف للرسم ومن قال أن هذه كفه ولكنه كان مستعجلاً في الاول امتحنه بزحزحة الصخرة فيعجز عن ذلك .
ولما أراد الشيخ أن يعود بالركائب دون أن يعرف شخصية من أعاد الركائب دنت البنت من والدها بعد أن حضرت مع النساء وكانت قد رأت الرجل الغريب عندما دحر القوم ورد الركائب وسمعته كلما سطا على أحد القوم سقول له خذها مني وأنا أبو حمد فقالت : دع خادمنا الغريب يضع كفه على الرسم ، فسخر منها الشباب وقال هو : با الله أبعدوني عن الركائب فإنني أخشى أن تأكلني فزادت سخرية الشباب منه .
ولكن البنت أصرت على قولها وأخذت يده ووضعتها على الرسم فإذا هي مفصلة عليه تفصيلاً وذهل القوم ولكن الشباب قالوا : بقى امتحان الصخرة فسحبته البنت إلى الصخرة فحملها بين يديه وألقاها بعيداً فهاجت عواطف البنت وقالت :
جاك الهوى من عشاقة من الراس ** عساك ما تبخل بروحك عليه يا معجعج الدخان يا فارس الناس ** يا مدعي بالربعه الأحمدية
فرد عبيها يقول :
مالي هو يا بو خديد كما الماس ** مالي هوى لو سمت روحك هدية روحك علي راضه وروحي على ياس ** طلاب رفد من الوجيه الندية
ثم أخبر والدها الشيخ بقصته فدفع له كامل الديه وقبل نهاية الشهر كان في ديار الشيخ وتزوج ببنته وعاشا سعيدين )) | |
|
| |
| القصص الشعبية بين قصص ألف ليلة وليلة وقصص التراث العالمي | |
|